أسامة صابر
صدر مؤخراً عديد الموسوعات الأدبية عن طريق قامات الأدب العربي المعاصر وتوشحت هذه الإصدارات بالشمولية وعدم الإقصاء للمبدعين الحقيقيين هذه المرة. وضمت هذه الكتب في طيات صفحاتها عديد المبدعين البارزين من كُتاب القصة والقصة القصيرة جداً والشعر والنثر. الأهم ما في الأمر أن كل كتاب شمل عدداً لا يقل عن الخمسمائة نصاً لعدد لا يقل كذلك عن المائة مبدع.
ولقد كان للمبدعين الليبيين نصيبا جيدا في هذه النقلة النوعية في طريقة وخطط الطباعة والنشر التي تغلبت على عراقيل الإقصاء والتهميش واحتكار الطباعة والنشر هذه المرة، والتي اقتصرت طيلة الأعوام الماضية على فئة معينة احتكرت الساحة الأدبية في بلدانها لطريقة أو بآخري، حتى كادت الأوطان العربية أن تُشبه بالعُقم الثقافي لعدم ولادة أدباء جدد من طراز عالمي.
هذه الفكرة في إصدار الكتب بما يعرف بسلسلة الكتاب المشتركة، يجدها الكثير من رواد الأدب والنافذين الحاليين، هي الحل الأمثل لمعضلة عدم الإنصاف في أحقية المبدعين في البروز والتألق والنجومية في أوطانهم أولاً وإطلاقهم إلى النجومية العالمية. نذكر من هذه الإصدارات علي سبيل المثال لا الحصر:
الموسوعة الأولي حملت أسم (انطولوجيا الفينيق للأدب العربي المعاصر (تحت ظل النبض). هذه الموسوعة رصدت المتألقين في الوطن العربي عن الشعر والنثر والقصة القصيرة جدا. كان للأديب الأردني (زياد السعودي) رئيس موقع أكاديمية الفينيق للأدب العربي المعاصر دوراً رياديا فقد طلب من كل مبدع تم رصده سيرته الذاتية وعدد خمسة من النصوص الأدبية التي يفضل هو نشرها.
صدر الكتاب الموسوعة بثلاثة لغات ووزع على جميع المؤسسات والمنظمات العالمية التي تُعنى بالشأن الثقافي الدولي. وتم اختيار مبدعين متميزين من ضمن أفضل مائة شاعر وقاص عربي فمن ليبيا تم رصد (د. عزة رجب) والأستاذ (حسن ابوقباعة المجبري) فكانوا سفراء الأدب الليبي بهذه الموسوعة. صدر هذا الكتاب عام 2014.
الموسوعة الثانية حملت أسم “الموسوعة الكبري لشعراء الأمة” (الجزء الثالث). وبإشراف الشاعرة المغربية الرائدة (فاطمة بوهراكة) والتي تترأس العديد من المكونات الثقافية والصالونات ومن أشهر هذه الصالونات (الصالون الثقافي لصدانا) حيث صدرت ثلاثة أجزاء من الموسوعة حتى الآن عن طريقها، فرصدت ووثقت عن طريق هذا العمل عدداً كبيراً من النصوص الشعرية والنثرية لكبار الأدباء العرب والنخب في هذا الإصدار، وكان من ليبيا نصوصا شعرية لكل من الشاعر (إدريس الطيب) الذي يشغل حالياً منصب (مستشار ثقافي بجامعة الدول العربية) والشاعر (حسن ابوقباعة المجبري) والذي يتقلد منصب مدير إدارة التنمية الثقافية بوزارة الثقافة والمجتمع المدني الليبي حيث صدر هذا الكتاب مطلع عام 2015.
الموسوعة الثالثة حملت اسم “موسوعة كنوز الومضة” وصدرت أول منشوراتها الراصدة لمبدعي كتابة القصة الومضة وهو جنس أدبي قصصي جديد يواكب عصر السرعة وحدة النباهة التي تتجسد في كتابة القصة بعدد لا يتجاوز الاثني عشر كلمة بمعايير نهائية. هذه الموسوعة هي توثيق لعمل مُضني قام ويقوم به الأديب المصري الخلوق (مجدي شلبي) رائد هذا الجنس الأدبي الجديد ومبتكر المسابقة اليومية للقصة الومضة.
ومن ليبيا كان ولا يزال تبرز الأسماء التالية في هذا الكتاب من حلال تلك المسابقة ونذكر الأستاذ (سالم العبار) كعضو لجنة تحكيمية في المسابقة، والاستاذ (سعيد أبوحجر) كعضو لجنة تحكيمية كذلك، والمتميز (علي العكشي) كمتسابق ليبي فذ، والأستاذ (حسن ابوقباعة المجبري)، كذلك كعضو لجنة تحكيمية، ومتسابق ورائد القصة الومضة بليبيا بنص (كتيبة المخبرين)، حيث صدر الكتاب في يونيو 2015.
_______________
نشر بموقع ليبيا المستقبل
تعليق واحد
موفقون
أتمنى أن يُسهم هذا في انتشار الأدب الليبي عربيا وعالميا