المقالة

جنيف الأضحوكة ..

عندما ترى الوجوه التي شاركت في جنيف تسقط في فخ الحيرة و أنت تشعر أنك من الشعب الواقع في (الضمير المستتر) وجوه لأول مرة نراها وثلة من مبتدئي السياسة ذهبوا في محاولة لافتعال حوار أعتبره فاشلاً لأنه غير واضح الأطراف وغير واضح النقاط من أوله حين قرأت لأول مرة بنود الاجتماع الأول أُغشى عليَّ من السخرية .سقطت في مأزق سياسي مع فكري ، وشعرت أنني بدائية و أُمية لأول مرة ، لعنت كل ثقافتي التي شربتها من الكتب والنشرات والإعلام …لأشهد أنني لأول مرة في حياتي وحياة الشعوب أقرأ عن مبادرة دولية مجهولة الأطراف ، جديدة الوجوه ، يتحول فيها الحوار إلى (مفاوضات) وتقوده أطراف خارجية لتحقيق (بنود مصلحية) على حساب الوطن وفي صالح (طرف) باسم الجميع .

حوار مموه ، طبخته ديبورا في مطبخ بيت (ليون) يُسقط كل الانتخابات الشرعية ويذهب بنا لإنتاج أجسام جديدة تشبه التي ظهرت في مُخرجات الحوار ، كل شئ يسير على مايرام مادام الشعب الليبي (المعروف بالتمرد) مشغول بالتعامل مع الأزمات ، في ظل تزايد الطلب على إنتاج المزيد من (حكومات الأزمات) لا وجود في الحوار عن بند اسمه محاربة الإرهاب ، (كسبب وجيه لإقامة حوار دولي) ولاجود لبنود تعتبر أن تلك المجموعات خارجة عن قانون وشرعية الدولة لاشرعية تُوهب للجيش ولاتسليح يدعم به (كمطلب أساسي لنا كلنا) كل الهم في أشياء بسيطة كعدم إيقاف المرتبات ووحدة الصف وتشكيل حكومة إنقاذ طني وتسهيل المعاملات ونقل مؤسسات و الاعتراف (بأطراف) مقابل سقوط (أعضاء شرعيين) دفعنا الثمن الغالي لشرعنتهم .

وتشكيل حكومة إنقاذ !!!

للأسف يشعرون أنهم سينقذوننا ولا أعرف على أي مستوى سقف سينقذوننا هل على مستوى : أنابيب الغاز الغائبة ؟ أم على مستوى توفر البنزين ؟ أم على مستوى توفير الدقيق ؟؟ أم على مستوى توفير المياه الصالحة للحياة ناهيك عن الأزمات النفسية التي (خلفوها فينا) على مر الفترات الانتقالية للحكومات لم تُجد حكوماتنا سوى توفير الغذاء في الأزمات دون أن تدرك أنها وقعت في فخ دولي لحسن الحظ لم ينتبه إليه العالم ألا وهو أن مشكلة نقص الغذاء يدخل ضمن عمل الفاو منظمة الأغذية التي أول ما تبدأ في إغاثة الشعوب (النازحة والمُهجرة) فإنها تأتي بالمطالب الأساسية للحياة …

( دقيق / ماء / غذاء …

أي أننا أصبحنا في حالة ( استنفار كبير ) حين دخلنا مسألة نقص الغذاء …

فهى مسألة دولية كان يجب أن تثير حفيظة الحكومات لتحسن من أدائها الردئ ولو أن العالم ألتفت لمعاناة (النازحين داخل وطنهم والمُهجرين عند أقاربهم) لعرفوا لأي حد نحن نعاني من أمية حكوماتنا ومن تأثير المنهج (البيتي و آلية التخزين) في عقول كل من سبق من تلك الحكومات ..بحيث ليس لديها فكر إنتاجي سوى في التفنن في خلق الأزمات على المستوى الفكر وجعلنا كمثقفين نشعر بأزمة فكرية (اسمها الأمية السياسية) للحكومات الليبية حكومات أمية وبرلمان خجول …

فكيف سيتعامل معنا العالم

ولماذا لايطمع العالم فينا وهذا هو شكل الدولة ؟؟

مقالات ذات علاقة

السيد رئيس تحرير مجلة “أوراق مبعثرة”

المشرف العام

المفكر الليبي عبدالله القويرى ومشكل الهوية

أحمد الفيتوري

ما تيسر…!!

المشرف العام

اترك تعليق