إسماعيل البوعيشي
خود لعبتك واقعد حداي العبها
لعبك وليدي للعيون طربها..
لو كتب تاريخ الأغنية الليبية كلمة ولحنا واداء لكان محمد الطاهر شقليلة أصيل مدينة الزاوية والمعروف في الاواسط الفنية والادبية بـ(إبن الطاهر) أحد أبرز شعراؤها الذين أستطاعوا المساهمة في تطويرها واخراجها من قيود كثيرة لعوالم أكثر تاثيرا وحضورا وبساطة جنبا الى جنب مع مسعود القبلاوي وأحمد الحريري وعبد السلام قادربوه وعلي السني ومسعود بشون واحمد النويري ومحمد حقيق وخديجة الجهمي وغيرهم ..
لقد كانت إسهامات محمد الطاهر شقليلة في إنتزاع الاغنية الليبية من حالات القلق والضجيج والتوتر والصراخ والمباشرة الى عوالم أخرى أكثر دفئا وأقل صراخا وضجيجا ومباشرة خاصة في الاغنية الوطنية .. لقد كتب محمد الطاهر شقليلة الاغنية بمداد وجدانه وحبه للوطن ولإنسانه البسيط والصادق في مشاعره الانسانية المتدفقة والتي أستمد كلماته من تاريخه وتحولاته السياسية والاجتماعية من خلال إرثه الانساني الجميل فجاءت كلماته بسيطة وهادئة ومعبرة وعميقة المعنى والدلالة . تغنى بها كبار المطربين والمطربات . فمن أشهر أغانيه المعروفة (جرت السواقي) و(أيام كيف الورد ذبلتيهم) التي لحنها الموسيقار المصري محمد الموجي وتغنى بها الفنان المرحوم سلام قدري حتى لا أطيل هذه احدى كلماته التي تغنت بها السيدة نعمة المطربة التونسية الكبيرة ولحنها الفنان المرحوم محمد الدهماني:
خود لعبتك واقعد حداي ألعبها
لعبك وليدي للعيون طربها
لعبك يزهي روحي
حسك برالي من الحياة جروحي
انت أمل وطنك وولدي بروحي
ترا قول ولدي ليبيا وأكتبها
كلامك وحركاتك لقلبي توحي
مع الباهية تعمل صعيب طلبها
لعبك وليدي للعيون طربها
تمنيت من قلبي اماني
عليها فاض بيها حبي
اسمع وليدي بوك هكي يبي
وجدك من الله كان ليه طلبها
إنشاء الله. علينا يكمل ربي
خود الاماني فوق الجبين أكتبها
لعبك وليدي للعيون
رحم الله الشاعر بن الوطن محمد الطاهر شقليلة
إبن الزاوية التي اهملت مآثره وذكراه.