الشاعر عبدالحفيظ العابد.
حوارات

الباحث عبدالحفيظ العابد: قصيدة النثر في ليبيا تجربة ثرية منفتحة ومتقدّمة على القراءات النقدية

حاوره: رامز النويصري

عندما تعرفت إليه كن الشعر هماً وحلماً، جمعتنا الأمسيات الشعرية واللقاء الثقافية ما بين طرابلس والزاوية وغريان وزلطن، وفيها عرفت شخصية “عبدالحفيظ العابد” الشاعر الهادئ الواثق من خطواته، في طريق الشعر.
هنا في هذا اللقاء السريع، أحاول التعرف والتعريف بجانب آخر من جوانب “عبدالحفيظ”، وأقصد شخصية الباحث، خاصة وهو قد ناقش قبل أيام
أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في الأدب والمعنونة (قصيدة النثر في ليبيا 1980 – 2016)، والتي نحاول هنا الاقتراب منها، ومن قصيدة النثر الليبية.

الشاعر عبدالحفيظ العابد.

قصيدة النثر الليبية تحتاج إلى قراءات أخرى

بداية، كيف جاءت تحولت قصيدة النثر إلى أطروحة؟
كانت لدي رغبة الكتابة عن قصيدة النثر في ليبيا بعد أنْ كتبت عن شاعر ليبي في الماجستير هو (عبد الرزاق الماعزي)، وفي حوار مع صديقي الناقد الأستاذ الدكتور محمد عبد الرضاع شياع في تونس سنة 2012 أشار إلى أهمية مصطلح (التشاكل)، وإمكانية الاعتماد عليه في تقديم قراءة كليّة عن قصيدة النثر الليبيّة، ومن ثمّ زوّدني ببعض الدراسات في (التشاكل)، ومنها بدأت رحلة البحث في الموضوع.

بدأت من الثمانينات، فترة نضج قصيدة النثر في ليبيا، فهل ركزت في أطروحتك على تاريخ قصيدة النثر في ليبيا؟
في الحقيقة أنّ هذه الأطروحة لم تتضمن أي تأسيس تاريخي لمراحل قصيدة النثر في ليبيا لوجود دراسات سابقة في الموضوع، ولم تقرأ النصوص في ضوء سياقاتها الخارجية، وإنما حاولت تقديم قراءة نصية في ضوء الأطروحات النظرية السيميائية عن (التشاكل) بوصفه آلية كبرى للقراءة بالنظر إلى التوسّع في مفهوم التشاكل ليشمل التكرار الاختياري والقسري لأي مقوّم من مقوّمات النص الصوتية والمعجمية والتعبيرية والمعنوية والطباعية والتداوليّة، إنّ هذه الأطروحة بحث في التشاكل تعاين تجسّداته اللغوية والإيقاعية والسردية والتخيليية في قصيدة النثر الليبيّة، أيضا البحث ليس استقصائيا ولا يهدف إلى قراءة كل النماذج الشعرية، بالرغم من ذلك تضمّن قراءة في نماذج شعرية لأحد عشر شاعرًا وشاعرة، أما عنوان الأطروحة الموهم بتاريخيّتها فقد وضعته اللجنة العلمية لاعتبارات منهجيّة تتعلّق بتحديد المتن الشعري المدروس.

الباحث الشاعر عبدالحفيظ العابد يتوسط لجنة المناقشة.
الباحث الشاعر عبدالحفيظ العابد يتوسط لجنة المناقشة.

ما أهم ملاحظاتك عن قصيدة النثر الليبيّة؟ وما أهم خلاصة خرجت بها من هذه الرسالة؟
قصيدة النثر الليبيّة نص شعري أوجد بدائله الإيقاعية، وجدّد في سماته النوعية عبر الانفتاح على أنواع أخرى أهمها: التشكيل والسرد والسينما، واستثمر البياض والحبر في تقديم خطاب شعري يفعّل العين، ويتطلّب أدوات قرائية جديدة، نص ينهض على التقاط اليومي وشعرنته دون الوقوع في فخّ المباشرة، قصيدة النثر في ليبيا تجربة ثرية منفتحة على القراءات المتعدّدة وهي متقدّمة على القراءات النقدية التي لم تواكبها كما يجب، ولم تجدّد أدواتها النقدية في كثير من الأحيان لكي تكون قادرة على استنطاق النصوص والقبض على دلالاتها.

ماذا لو ضعت في ميزان مع مثيلاتها العربية؟
لا أظن أني قادر على إجابة هذا السؤال، ولا تبدو الإجابة سهلة، لأن الأمر يستدعي جهدًا بحثيًا يتجاوز ما قمت به، لكن فيما عاينت من نصوص بدت لي قصيدة النثر الليبية نصًّا منفتحًا على التجارب الشعرية العربيّة والعالمية دون أن تكون نمطًا مكرّرًا لتجارب أخرى، ومن غير أن تتخلّى عن رؤاها الذاتية، فإذا صحّ القول إنّ قصيدة النثر هي جواب زمرة اجتماعية جديدة لبعض الأسئلة، فإن لقصيدة النثر الليبية أسئلتها الخاصة التي تبذر التوتر الشعري المنشود للكتابة.

هل هناك فكرة لطباعة الرسالة؟
بالتأكيد الخطوة القادمة هي البحث جديًّا عن إمكانية نشرها.

كلمة أخيرة.
حاولت أنّ أقدّم قراءة عاشقة في قصيدة النثر الليبية، قراءة تكون منضبطة تقرأ نصوصًا كاملة بحثًا عن نظام خفي قار في النص يضبط الفوضى العارضة التي يشيعها الانزياح في أبعاده اللغوية اللسانية والبصرية، والنوعية بالنظر في السمات النوعية المنضافة إلى النص الشعري، لكني أعتقد أنّ قصيدة النثر الليبية تحتاج إلى قراءات أخرى تستوعب بعض التجارب التي لم تشملها الدراسة، وتقرأ قصيدة النثر في ضوء مقولات نقدية أخرى تكشف بعض جوانبها المعتمة.

مقالات ذات علاقة

خـالـد السحــاتي في حـــوار صحفي: “أُحِـبُّ أنْ أكتُب في هُــدُوءٍ، بقلمٍ مُتعـطِّشٍ لبياض الوَرَقَـةِ”

المشرف العام

(العاشقة الطرابلسية) مشاكسة للقاريء ومتميزة من حيث قيمتها الإبداعية

المشرف العام

سمير الفرجاني: الهدف من المشروع هو تقريب الكتاب إلى القارئ

رامز رمضان النويصري

اترك تعليق