صدرت في مدريد الترجمة الإسبانية لرواية الكاتب الليبي محمد العريشية “الأيام الأخيرة في علّاج” بتوقيع ناعومي فيرو، عن دار نشر “فير بوم” ودار “الفا”. وكانت الطبعة العربية الأولى للرواية قد صدرت عام 2006 عن دار “الفارابي” اللبنانية.
يروي العريشية في روايته سيرة قرية علّاج الواقعة على شاطئ مدينة سرت والشهيرة كميناء صيد صغير، متعاملاً مع المكان كشخصية أسطورية مليئة بالسحر والفانتازيا، من خلال استثمار عددٍ من الحكايات التي سمعها صغيراً وعاشت ونمت معه، ليكتشف في الكبر أنها حقيقية رغم عدم وجودها على أرض الواقع. الرواية تقارب مواضيع كثيرة أبرزها السحر والخرافة والأساطير، وصراع الناس المهمشين مع السلطة ومن يمثلها، كالشرطة أو الأثرياء المستغلين، بالإضافة إلى استكشافها عالم البحر والصيادين بنقاشاته ومغامراته المفعمة بالمرح والألم معاً. ولدى قراءة هذه الرواية أو روايات العريشية وقصصه الأخرى عموماً، يتبّين لنا بسرعة أنه الكاتب الليبي الأقرب إلى أجواء أدب أميركا اللاتينية ومدرسة الواقعية السحرية. في تمهيده لنصّه المترجَم حديثاً، يقول العريشية: “الرواية مكتوبة وفقاً لبعض الاساطير والخرافات المحلية، من بينها أسطورة ثعبان الصل التي تروي بأنه كبير الحجم ويلتهم الجمال والبشر، لكن هناك دائماً من يتمكن من ترويضه”. ومع أن الفساد والصراع مع السلطة هو ثيمة عمله الرئيسية، إلا أن الطبيعة تحتل أيضاً حيّزاً مهماً فيه.
وفي هذا السياق نتعرّف مثلاً إلى أشجار الرتم التي تنبت في ليبيا ولها أزهار فواحة تقتات عليها الأغنام في الربيع ولها أحجام مختلفة. أما بطل روايته فيتحلّى بشخصية تجمع صفات كثيرة أبرزها الشهامة والقوة وأيضاً الجرأة على الانتهاك. وحول هذه النقطة، يقرّ الروائي بأنه يدفع شخصياته إلى فعل ما لم يفعله يوماً. وعن ترجمة روايته إلى الإسبانية، يقول: “إسبانيا أم الرواية وهذا يكفي كي تكون كلماتي بلغتها”. سيسافر العريشية إلى العاصمة الإسبانية بداية الشهر القادم، لتوقيع روايته المترجمة في “معرض مدريد الدولي للكتاب” وللمشاركة في الندوة حول الرواية يحتضنها “البيت العربي”.
من أعمال العريشية الأخرى نذكر: “امرأة من أويا” (شعر، 2007)، و”حفلة الرجل الكبير” (قصص، 2010).