بقايا أشتباه
للوهلة صفر .. لإنهمارك الأول .. دونما احتمال .. دونما اشتراط ذهني للترصد .. أندهس انتباهي تحت وطأة ارتباككِ أرتجف المكان .. تحول زمن الوهلة صفر إلى أوعية فارغة ..أشرق بريق عينيكِ من اغتسال رؤياكِ بمتاهة الومضة .. وأستباح تاريخ أحاسيسي.. دفنتُ انتباهي الحارق فيكِ وانتباهي المارق إليكِ.. أحتفيتُ برجفتكِ وكأنني أحرس ترانيم أزلية سابحة في فلك التراتيل ..خارج يقظتكِ …خلسة.. أجدني أتعثر ببقايا سوناتة لنبض ٍ كتيم تأجج في تعثر الرؤيا .. اغتسلت في انتباهي إليكِ .. إذ كنتُ أعُيد تصور احتمالاتي للصدفة .. ترفها.. تمددها .. انحسارها ..، اجتاحتني أسئلة واستفهامات كامنة بين رغائب المرح وبين متعة التحسس الغائمة في انبثاق خلايا الصدفة – نون – أنتِ – وكأنني أطفي احتراق الكلمات بين شفتيكِ.. فتذوب لغتي لتختفي في ذهولكِ
أنوثة الاشتباه
انطفأت جذوة الحدس أمام توهمات الحواس .. لملء فراغات الاشتباه فيكِ.. هل كنتُ أشبَّهكِ بأنثى غيركِ .. أم كنتُ أبحث عن شبهي فيكِ.. أم كنتِ أنثى الاشتباه ونون التشّبه لما يشبه
( أنثى المصادفة ) أم سأتهمكِ (( باشتباه الأنوثة فيكِ)) ؟!
عتمة الضوء
هل فعلاً كُنتِ رائعة .. أم أن تلك روعتكِ التي لم تكتشفي من خلالها أنكِ رائعة .. هذا الامتلاء بالإحساس واليقظة والحضور .. الذي يلذع الفكر ويتحسس توهمي بأنكِ رائعة …يتشبه بفكره أنكِ ( أنثى اشتباهاتي ) والتي أُشَّبهها بكِ .. وكأنني أُمارس طقوس لعبة السير في الحلم ببريق يعتم الضوء ليضئ عتمة الصورة .. وأترك سراب القول مفتوحاً لاحتمالات أخرى ومصادفات جديدة ؟!
أنوثة الماء
هذا المساء …تأتين .. من مدائح الطقس
ومن رغبة الحنين للبكاء
هذا المساء .. تجيئين .. لتسبحي بين غفوة الآلهة
ولحظة انحسار العماء
وبين يقظة كل شيء / وبين الذي رأى
فأراكِ تستنهضين خصوبة الألوان /.وتنثرين رغوة الاشتهاء
هذا المساء .. تحضرين .. لتسيجي أُلفة النبض
وتطوقي خصر النزيف بأنوثة الماء
فما الذي جاء بكِ
لتعتلي صهوة الاحتفاء/ أم تراني لمحتُ ما لايُرى
عطش الارتواء
هل يمكنني إعادة قول العبارة التي اختفيت وراء أثرها ذات انتباه ؟! ، عيناك من شدة عمقهما وشفافيتهما رأيت فيهما انعكاس الألوان التي تشبهني .. ومنذ لحظة الاختفاء تلك .. لازلتُ ألوذ بلغة صمتي لتحرس قلاع دهشتي وأسوار حنيني .. بعيداً عن حقول تمددكِ لأترك غيومي ترعد لتنهمر مطراً وانهاراً عطشى ترتوي بماء أنوثتكِ
طرابلس/ 2004