(1)
لستُ مِن ذاكَ الوادي
ولا مِن هذا الغدير..
الغريبُ الذي في الروح
لن يبحثَ عن المُفتاح
والعربيدُ الهاربُ دوماً،
لن يهدأَ.. لن يستسلم.
(2)
فيما يتساقطُ المترفعونَ تباعاً
أفترشُ بِساطَ الضِّحكةِ وأنام..
وفيما يهرقون كؤوسَ النسيان
أمتشقُني للحُبِّ آية..
السهرُ وحيداً حفلةٌ داخِلَ الرأسْ..
والنومُ غابةُ كوابيسٍ مُسَلِّيّة.
(3)
القمرُ لا يستدرجُ الشذراتِ
ولم يَعُد للصّراخِ من قيمة..
ليست الهمساتُ ما يُغري
ولا دهشةُ الكلامِ الجديد..
الغريبُ داخلي آخرُ الأبرياءِ
والعربيدُ مجردُ شاعرٍ في وجهِ القمر.
(4)
انتعلتُ في المنامِ طائرينِ ماتا،
انبعثا للحياةِ ما إن وصلتُ فخلعتُ
سقيتهما وأخبرتُ صديقي المُهاجر فضاعا،
ونبتت على تُخُومِ جلستنا عصافير كثيرة..
“ما كان هذا” ؟
سألتُ في صبحي الرفيقةَ
فقالت: لعلها هجرةٌ نحو قمرِ وَطنٍ أجمل.
في مدينة هون الليبية فجر الثلاثاء 25 يونيو 2024م