طيوب عربية

أمنية طفل في غزة‎

أطفال غزة في الشتاء (الصورة: عن الشبكة)
أطفال غزة في الشتاء (الصورة: عن الشبكة)

فتبٌاً للحياة وألفُ تبٌا
لمن يهوى الحياةَ بدار غربهْ

وأيٌ معيشةٍ للمرء فيها
مهاناً في الحياة أقلَّ رتبه

فقلْ لفراق دهرٍ قمْ تعالَ
فإني الآن أنتظرُ الأحبٌه

فإنْ أدركْتَ ما أبغي فقل لي
أليس يحقٌ للمشتاق أوبه

ودعْ عنك اللباسَ لباسَ عيشٍ
إذا ألقى المماتُ عليك ثوبهْ

ودعْ عنك الصحاب فقد كُفيتَ
كلاباً كلهم أبناءُ كلبه

فمالك قد تخاف من المماتِ
وترجو أن تعيش ولو بكربه

وتأملُ أن تعمٌرَ عمرَ نوحٍ
وتبقى في الحياة أسيرَ رغبهْ

لقد بالغتَ في طلب الأماني
أمانٍ لو تُجاب لكُنٌ عُجبه

وقد أذنبتَ في طلب الخلودٍ
فصار الموتُ للعاصين توبَه

فقلْ أفٌ لعيشِ حياةِ ذلٍّ
فإنّ الموتَ أشرفُ منه طُلبه

وعندي أن أموت وأن أموتَ
لخيرٌ من حياتي في مسبّه

فداري دارُ ذلٍّ في هوانٍ
وأهلي للعدا صاروا أحبّه

وحولي كلُّه شرٌّ وشرُّ
عيوبٌ لو تُذاع لكُنَّ سُبّه

فقل يا موتُ زرْني لا تَزاورْ
فما تحلو الحياة بغير صحبه

فأنت الصادقُ المصدوقُ فينا
وغيرك كاذبٌ أتراه يأبهْ؟!

وأنت العارفُ الأحوالَ فينا
وغيرُك جاهلٌ بالأمر غيبهْ

وذقْ كاسَ المنونِ ولا تبالي
فكاسُ الموت أطيبهنّ شْربه

فما من واحدٍ إلا سيأتي
عليه اليوم يلقى الموتَ جنبَه

فأهلاً بالغد المأمولِ فينا
فمن يرجُ المماتَ يراه قربه

أرى كفّاً ستحنو فوق ظهري
تزيل الهمَّ عن ظهري بضربه

وأمسي خالياً من كلّ همٍّ
وأرجعُ للديارِ بعيدَ غربه

مقالات ذات علاقة

رسمتـكَ أخلاقُ السماءِ

المشرف العام

شهادة… (قراءة في المشهد التشكيلي السوداني)

ناصر سالم المقرحي

طريق جهنم … قراءة نقدية (1)

المشرف العام

اترك تعليق