هدى القرقني
مرة، مشينا رحلة للبحر، وقتها كنت جاية زيارة لليبيا، وقلنا نطلعوا بعد العصر، نشربوا الشاهي ويتعرفوا أولادنا على شواطئ بلادنا الجميلة. المهم أجرنا عشه على الشط ونذكر كان رقمها 4، نزلنا كل شي جبناه معانا، وانطلقوا أولادي للبحر، وأنا قعدت انظف في العشة وجهزت السندويشات، وقلت نحط الشاهي على النار ونرجاهم ايكملوا سباحة، سمعت صوت وراي:
– معلش عميمة، ممكن تعطينا (البريموس) نبوا انديروا شاهي ونسيناه في الحوش!!!
– ممكن حبيبتي..
عطيتها البريموس، وقتلها: بعد اتكملوا جيبيه عشان حتى أنا بندير شاهي..
مشت بشويش وهي شايلة البريموس الثقيل والرمل يعيق مشيتها، كانت بعمر سبع سنوات، ممكن أقل، المهم قمعزت قدام العشة أراقب أولادي من بعيد، وشكلي سرحت، وسمعت الصوت من جديد:
– عميمة ممكن ولاعة حتى هي نسيناها!
عطيتها الولاعة، وواصلت سرحاني، ولكنها لم تكمل طريقها، عادت من جديد:
– تعرفي يا عميمة نسيت حتى الشاهي والسكر، جبت السفرة والبراد والطواسي بس!!!
شعرت برغبة في الضحك، لكن خفت نحرجها وسألتها:
– إنتي مع من جاية؟
– مع بوي وأختي الصغيرة.
– وين ماما؟ حتى هي نسيتوها ؟؟؟
ضحكت وغطت فمها، عشان تواري فراغ سنونها إللي طاحن ومازال ما طلع مكانهن البديل، وقالت بتردد:
– لا يا عميمة ماما كانت مريضة وماتت السنة الي فاتت، الله يرحمها، وبابا قالي أنتِ توى مكان أمك، وأنا جهزت كل حاجة، لكن فيه حاجات نسيتهن!!!
زعلت عشانها وخذيتها في حضني، وسمعتها تقولي من وراء ظهري:
– عميمة عندكم نعناع!!