الطيوب
وها هو عام 2023 يطوي آخر صفحاته، ليُسدل الستار عن أهم الأحداث التي جرت خلال أيامه وأسابيعه وشهوره على مدى 360 يوما، عام مضى بكل تناقضاته وتقلبات أهوائه على جميع الصُعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعام جديد يحل لنُجدد فيه الرِهان مرة أخرى متطلعين نحو شروط حياة أفضل، وعلى صعيد الحركة الثقافية في ليبيا قد شهد عام 2023 جملة من الفعاليات والمناشط الثقافية والأدبية فضلا عن الإصدارات والمؤلفات ما أضفى زخما كبيرا وانتعاشا ملحوظا على المشهد الثقافي والإبداعي الليبي لاسيما في مدينتي طرابلس وبنغازي، وسنحاول في السطورالتالية الإضاءة على أهم تلكم المحطات وحوصلة أبرزها .
إصدارات عام 2023م
ومما شهده العام المنصرم إطلاق الدكتور “علي عبد اللطيف حميدة” لكتابه المرجعي الهام المعنون (الإبادة الجماعية في ليبيا) المترجم للعربية والصادر عن مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة حيث تناول هذا الكتاب ما سماه بالتاريخ المظلم والخفي لما كان يجري داخل المعتقلات الإيطالية الفاشية ما بين أعوام 1929و1934م، موثقا بشهادات شفهية لبعض الناجين الليبيين كما تصدّرت أيضا نخبة متميزة من الكتب والمراجع الصادرة عن دار الفرجاني للنشر والتوزيع أوائل العام المنصرم نذكر من أبرزها : رواية (الحالة الكلبية لفيلسوف الحزب الواحد) وهي آخر عمل روائي للأديب الراحل “أحمد إبراهيم الفقيه”، ومذكرات أمريكية ترجمها الكاتب “فرج الترهوني” أقامت في لييبا أثناء حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بعنوان (أهل الله) “أغنس كيث” ورواية (المجند) للروائي الأريتري “غيبريسوس هايلو”، حيث تعد من أقدم الروايات المكتوبة بلغة إفريقية محلية، بالإضافة لإصدار مكتبة طرابلس العلمية العالمية لكتاب شديد الحساسية والأهمية حمل عنوان (شعرية تاريخ ليبيا : الليبيون مؤسسو الحضارة المصرية) للكاتب والباحث “محمد عبد الله الترهوني“.
أحداث وحوادث متباينة
فيما تضمن عام 2023 انطلاق الدورة الأولى من فعاليات ليالي المدينة طوال شهر رمضان المبارك وفصل الصيف، وتنظيم وزارة الثقافة والتنمية المعرفية لموسم الصيف الثقافي، بينما دشنت مؤسسة حلقة للتنمية الثقافية أنشطتها الفكرية فضلا عن طرح مؤسسة آريتي للثقافة والفنون لمشروع كتاب ألبوم ليبيا حيث جمع كوكبة من الأقلام المتميزة، إضافة لإقامة العديد من المعارض التشكيلية والجوائز الفنية التي استضافتها الفضاءات الثقافية داخل المدينة القديمة بطرابلس ، كما شهد العام إعادة افتتاح مكتبة مصطفى قدري معروف التاريخية، واختارت الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الأديب العالمي “إبراهيم الكوني” ليكون شخصية العام الثقافية، كما استضافت جامعة طرابلس الدورة الرابعة من ملتقى الأدب والنقد، وفي المقابل أعلن السيد “حسن الأمين” بعد أربع سنوات من الجهد والعطاء الدؤوب عن توقف مشروع (السقيفة الليبية)، وإلغاء نشاط صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ولا ننسى ما حلّ بدرنة من فاجعة ألقت بظلالها الحزينة على ربوع الوطن كله كذلك فقدت الساحة الإبداعية والأدبية عدد من الكتاب والأدباء حيث غيّب الموت الكاتب والقاص “إبراهيم حميدان”، والباحث الدكتور “مالك أبو شهيوة” وقبل اختتام العام كرَّم منتدى طرابلس للإعلام عدد من الشخصيات الصحفية والأدبية بجوائز الدولة التقديرية من أبرزهم الكاتب الصحفي “محمود البوسيفي“، والباحث الدكتور “عمار جحيدر“، والشاعر “راشد الزبير“.
