الحكاية التاسعة
وصل أحد البدو إلى المدينة محملا بالسمن والعسل.. باع بضاعته في السوق البلدي.. وعطف على المحلات الواقعة تحت الأقواس الممتدة أمام السوق.
ثمة مقامرون كانوا يشتهرون بلعب القمار تحت الأقواس.. مائدتهم برميل حديدي مقلوب.. يضعون فوقه أوراق (الكارطة).. يعرفون أسرار اللعبة.. ويحتالون على المارة.
أحدهم نادى الرجل البدوي.. أغراه بالمقامرة.. وبحذق المحتالين كسب المقامر نقود البدوي.. أدرك البدوي أن في الأمر خديعة.. هرع إلى أحد أخواله من أبناء المدينة في شارع (الشريف).. سرد له ما حدث بعبارات موجوعة.. رافقه خاله إلى السوق.. وأمام المقامر انتصب الخال بقامته الفارعة مثل طاووس ينفخ ريشه.. وقال بصوت أجش ينم عن شر دفين:
ــ لك الخيار في أمرين.. إما أن تلعب معي أو تعيد المال إلى هذا البدوي
تأمل المقامر الجسد الصلب.. والعضلات المفتولة المزينة بالوشم الأخضر.. التقت نظراته بنظرات الرجل.. فرأى سهام الشر تتطاير من عينيه
وفي الهدوء المرعب الذي كان يلفه هجس في داخله أن قوة هذا الرجل يمكن أن تكنسه من العالم.. فجنح إلى الحكمة ووجد أن يده تمتد إلى جيب بنطاله لتعيد للرجل البدوي نقوده.