الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
بعد النجاح الذي حصدته النسخة الأولى من المعرض الفني(كان وأبطالها) ها هي النسخة الثانية تنطلق فعاليتها للعام الثاني على التوالي بدار حسن الفقيه حسن للفنون تحت رعاية جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس، وذلك مساء يوم الثلاثاء 31 من شهر أكتوبر المنصرم ويستمر المعرض حتى 2 نوفمبر الجاري بمشاركة نحو 8 من الفنانين التشكيليين وبحضور كبير من المهتمين ومحبي فن الكوميك والرسوم المتحركة، وألقى الفنان “العارف القاجيجي” كلمة الافتتاح بتوجيه عدة رسائل تضامنا مع ما يمر به الشعب الفلسطيني من محنة ومعاناة في قطاع غزة حيث أوضح القاجيجي بأن المعرض يقام وسط ظروف صعبة ودامية تمر بها المنطقة العربية فأطفال غزة قد حُرموا من لحظات السلام تحت وطأة قصف جبان من عدو محتل متوحش لا يرحم، وتابع بالقول : إن الأطفال الغزاويين هناك لن يتاح لهم أن يجمعوا ذكريات عن أبطالهم المُحببين إلى قلوبهم بعد أن اغتال الاحتلال الغاشم أحلامهم البريئة.
النسخة الثانية مفتاح الدخول إلى الذكريات
من جانب آخر أكد القائمون على معرض (كان وأبطالها) أن هذا المعرض يعد سانحة فنية واستثنائية تأخذ المتلقي في رحلة إلى أغوار ذكرياته الثمانينية والتسعينية المليئة بروح المغامرة الشائقة، والشخصيات البطولبة الخيالية، كما بيَّنوا بأن المعرض تجربة فريدة من نوعها يسعى لتخليد أبطال الأعمال الكرتونية والرسوم المتحركة ممن شكلوا جزءا هاما في ذاكرة الطفولة، الجدير بالذكر أن المعرض يضم نخبة من اللوحات والمجسّمات المتنوعة لعدد من من الشخصيات الكرتونية التي تعلّق بها النشء والأطفال بدءا من غرانديزر، والسنافر، وسندباد، والرجل الحديدي، والسيدة ملعقة، وعدنان ولينة، والمحقق كونان، وحرص القائمون على المعرض في نسخته الثانية لهذا العام على إثرائه بالمزيد من الزخم والتفاصيل من خلال تقديم مزج ما بين ثلاثة أجيال تقريبا الثمانينيات والتسعينيات وأوائل الألفية الثانية لتتمكن هذه الأجبال من استعادة ذكريات الطفولة والصبا، وبناء جسر تواصل مثمر مع الأجيال اللاحقة.
الرسوم المتحركة صقلت شخصياتنا
بدوره أعرب الفنان التشكيلي “عبد الناصر أبو عجيلة” عن بالغ سروره بمشاركته في هذه النسخة من المعرض، موضحا بأن فكرة موضوع المعرض تنهض على النوستالجيا أو الحنين لباضٍ ابتعد عن أيامنا فقد نشأنا وتربينا على الاتصال النفسي والروحي بجميع شخوص الرسوم المتحركة فاستقينا منها جملة من القيم الأخلاقية النبيلة مما ساعدنا على تكوين جزء كبير من شخصياتنا وصقلها، وأضاف عبد الناصر أن هذه النسخة تختلف عن نسخة العام الماضي بمراعاتها للتنوع وعرض لرسوم السبعينات والثمانينات والتسعينات، وحاولنا اختيار موضوعات تسترعي انتباه واهتمام المتلقي لاسيما ممن كان لها تأثير قوي عليه من نواحي عدة مثل القصة، واللحن والأغاني، وأشار عبد الناصر إلى أنه شارك بعملين هما رسوم (هزيم الرعد)، و(الماسة الزرقاء) لما لها من قيمة كبيرة في ذاتي كالدفاع عن النفس والوطن واستجلاء معانى الإيثار والتفاني حسب تعبيره.
مجسم طائر لجراندايزر
فيما أشار الفنان “عبد الكريم منصور” إلى أن مشاركته جاءت انطلاقا من إعجابه بنجاح فكرة النسخة الأولى للمعرض بالعزف على أوتار الحنين لذكرياتنا ومراحل نمو أحلامنا، وأضاف بالقول : مشاركتي تتمثل في أني حاولت تجسيد بعض الشخصيات الكرتونية فعملت على إنجاز (الغواصة الزرقاء)، و(عدنان ولينا)، واستخدمت مجسّم لـ(جرندايزر) وظفت فيه مواد مختلفة مثل الحديد والخشب، والفايبر جلاس، فاجتهدت لأقترب من أكبر قدر ممكن من الشكل العام للشخصية وتفاصيلها فضلا عن عملي لشخصية (جراندايزر) كنحت بارز باستخدام ذات المواد.
سندباد في ليبيا
كما حدثنا الفنان “عادل التواتي” مضيفا بالقول : إن النسخة الثانية لكان وأبطالها امتازت بزخم كبير وبمشاركة واسعة من الفنانين التشكيليين علاوة على رصد الأعمال الكرتونية للأجيال الجديدة التي تعتبر امتداد طبيعي لجيل السبعينيات والثمانينات، وبالتالي عملنا على بناء أرضية لتواصل الأجيال وتقاربها، وبيّن التواني بأنه حاول من خلال مشاركته أن يسلط الضوء على الهُوية الليبية، وباعتبار أن شخصية سندباد رحالة يتنقل من بلاد إلى أخرى حاولت إعادة صوغ وِجهة جديدة للشخصية بجعله أي سندباد يتجول في عدة مدن ليبية لأجمع ما بين معالم الهُوية الليبية وبين مغامرات سندباد.