هي ليست معارضة فقط لقصيدة “أ رأيت سوسة” للشاعر المصري،
علي محمد أحمد، إنما نسج على ذات الكلمات..
أرأيت درنة والظلام يلفّها
في حلّة .. نُسجت من الأشلاء
أمّا أنا فلقد صعقت لحزنها..
لمّا وقفتُ هناك ذات مساءِ
حدقت في أرجائها من لوعتي..
فكرهت منظر هذه الأرجاء
البحرُ يبدو من أمامي موحشًا..
في الأفق، والوادي الكئيب ورائي
والشمسُ تسكب في الغروب دموعها..
حمراء فـوق اللجة الحمراء
وهنا على شطآن درنة يا لها..
من قصة مكروبة ظلماء
نامت على البحر الحزين كظبية..
مذعورة هربت من الأنواء
تبدو الطبيعة فيها اسوأ ما ترى..
في سائر الأمصار والأنحاء
قد همتُ في وسط المدينة شارداً..
أفضي إليها بحيرتي وشقائي
يا بحرُ أحزن أهـلُ درنة كلهم..
فتمردّت عيني على الإغفاء
بح لي بأخبار المدينة ومن قضوا..
سر لي بقصة من بقوا أحياء
جئناكِ من غرب البلاد محبةً..
ومن الجنوب تضامنًا وإخاء
إن بلادي أمـةُ ُ مهما نأت..
دارُ ُ ورغم تربص الأعداء