قصة

من أنا؟!

احلام ما بعد الحرب 2019
عدنان بشير معيتيق
حبر على ورق
احلام ما بعد الحرب 2019 عدنان بشير معيتيق حبر على ورق

-فوضى-

لم تعد حياتي المسرح السعيد، ذلك المسرح السخي برنين ذكرياته وصدى ضحكاته، بل استحالت ضريحًا يغدقني بمشاعر الموت! 

تغيّر مجرى انسياب المياه وانحرفت تلك الجداول الرّقراقة التي كانت تمدّني بالصّبر، ما أقسى تحوّر القلب إلى شيء ينكره الجسم فيبسقه، فيخرج ملطّخا بالكدمات، مطليًّا بالسواد، تعجز التّعرف عليه لولا نبضه الخفيف.

انطفأ بريق سمائي، وخمد فتيل قنديلي، ولم تعد تتوقّد بداخلي نار الحماسة لأبسط الأشياء، تتقاذفني الحياة بين هزيمةً وأخرى ككرة بين أقدام اللاعبين، ألملم ما تبقّى من أحلامي آملا أن أشيدها يوما، متناسيًا أنها صارت رمادًا بعثرته الرّياح بين أضرحة المقابر.

التّيه يلفّني ويزعزع كينونتي، باتت ملامحي ذابلة من فرط الشجى الذي أعانيه، أقف أمام مرآتي فأسألها علّها تجيبني:

– من أنا؟!

فتأبى الإجابة إلا بإنكاري!

أضحت طريقي رمالًا متحركة كيفما حاولت الفرار تبتلعني، أحاول سدًى النّجاة فتخبرني:

– حيثما هربت ستجدني!

فوضى داهمت حياتي على حين غرّة مني، تحاول إقناعي أنّي دخيل وهذا منزلها، تحدّثني بصوتها الرّخو بينما تنشد بهدوء:

“وفّر دموعك لما هو آت، هيهات أن أتركك، مستحيل دونك عيشي، ما من فضاء سيحتويك غيري!”

لستُ بخير، رُبّما سأواصل الكذب على من حولي، لكني سأصدق نفسي أخيرًا سأخبرها أنني أعاني، أنني أكابد، أنني وحيد إلا من جلجلة صوتي، وأواسيها قائلًا:

– يا روحُ لا تتعبي، إنّ الله معي مهما طال النّوى سيهديني ويجبرني.

مقالات ذات علاقة

سيرة ضحكة (2).. (لابلاكا ذات صيف).. أم النفايل

المشرف العام

الطابق الواحد والثلاثون

عزة المقهور

ليلة تنفيذ الحكم

سعاد الورفلي

اترك تعليق