دمعة تلك الشايب أثرت في كثيرا، وفعلت بي الأفاعيل.. وكأني كنت أعتقد أن اليهود لا مشاعر لهم ولا تعرف الدموع لعيونهم سبيلا.. قطع علينا ربكة انهمار تلك المشاعر، وصدمتي القوية منها صوت الحرفي وهو يقول لصديقتي: يا بنتي طلبك هذا ما يجييش..
هنا تدخل الكابو المهيب مستفسراً.. قائلاً له: شن هو اللي ما يجيش؟؟
مد له صورة بها تصميم للعقد الذي تريده صديقتي.. وقال له تريد القسم العلوي من العقد: هذا التصميم الهندي.. والقسم السفلي منه.. مد له صورة أخري لعقد: هذا التصميم ايطالي.
نظر له قائلا له بالحرف الواحد: اربط الحمار وين ما يبي صاحبه!
عندها انفجرنا جميعا من الضحك، رغم ما قد يرمى له هذا المثل الليبي القح، من بعض السخرية المبطنة والتي لا يجيدها أحد مثل الليبيين.. عندها بدا ذاك الجدار من الريبة الفاصل بيني وبينهم ينهار ببطء ويطلب أجوبة.. والحق يقال بالذات (موريسيو) لم يكن ينتظر أحد أن يسأله كان يتحدث معي بكل سلاسة عن طفولته الجميلة في الحارة، وعن تعلقه الكبير بالمدينة القديمة، وكم هو مشتاق لها ويتمنى زيارتها وعن تجارته مع الحكومة الليبية ذاك الوقت، حيث تفاجأت أنه أحد أكبر الموردين للحانوت العسكري زمن ازدهاره، أيام فترة دلع الضباط قبل انحسارها حتى إنه على قوله مازال عليهم دين بمليون دولار لم يسددوها له حتى ذاك الوقت.. وعن علاقته الحميمة وتجارته مع والد صديقتي التي تمتد لسنوات طوال، وعن علاقته ومساعدته لكثير من الليبيين الذين يأتون لروما، من أجل العلاج، حتى حصلت له حادثة مع ليبي صديق له، طلب فيها منه مالاً مدعيا أنه يريده لعلاج زوجته، وعندما أعطاه (موريسيو) المال، وجده ثاني يوم في محل جاره تاجر الذهب هو وزوجته الذي اكتشف أنها ليست مريضة، وكانت مع صديقه الذي أخذ منه المال يشتريا الذهب.
كان موجوعاً جداً.. من عدم قدرته السفر إلي طرابلس حبيبته، رغم علاقاته الكثيرة برجال النظام وخدماته لهم، الأمر الذى كان مفاجأة كبرى بالنسبة لي.. وفتح عيوني على أمور كنت أعتقد إنها مستحيلة.. لا أنكر عليكم الأمر بالنسبة لي اختلط كثيراً وأخذ أبعادا أصبح فيها لزاما علي أن أخضعها لفكر العقل ولحس القلب.. بشكل مغاير تماما!!!
مش عارفة كنها القصة ما عاد بت تكمل.. المعذرة منكم.
يتبع…