طيوب الفيسبوك

نباتي

من أعمال المصور أسامة محمد
من أعمال المصور أسامة محمد


أتذكر أنني أصبحت نباتيًا بالكامل حين تعرضت لصدمة نفسية في طفولتي تجاه مذابح أعياد الأضحى. لم أحاول معالجة هذه الصدمة أو الشفاء منها. بل حاولت بكل ما في وسعي أن أجعلها أمرًا أخلاقيًا لا يقبل النقاش أو حتى إعادة التفكير. وكان هذا السلوك ” التهربي ” أكثر راحة وجدوى من أساليب العلاج الواقعية و المؤلمة. أقصد أصبحت أتحرك في دعم حالتي النفسية فكريًا و أقرا عن ” النباتية ” وعن أفكار و نظريات و أراء تبريرها و الدفاع عنها ونشرها. و أصبحت أتحرك إجتماعيًا في إتجاه التعرف على أصدقاء نباتيين و تكوين صداقات متينة معهم لكن نبارك ” مرضنا الأخلاقي ” و نلعن العالم الوحش…

على أي حال. يقول فرويد في رسالة إلى إنشتاين مدونة في كتاب ” لماذا الحرب “

” تبني الأفكار و العقائد و الأطروحات و الأراء و الدفاع عنها والقتال من أجلها، له اسباب نفسية مرضية أكثر من كونها أسباب موضوعية “

وهذه تجربتي بالضبط. ولابد أنها تجربتكم أيضًا

وعلى أي حال مرة أخرى و تأسيًا مع الصراع العام تقول حناي :

” عدوك ما يكيد فيك “

أعني الذي لا يريدك و لا يحبك و لا يحترمك ولا يحترم وجودك. حتى إن كنت ملاكًا “حتى لو جبتله نجمة من السمي” لن يتفهم موقفك لن يسمع منك. لن يتحاور معك ولن يصدقك ولن يجد لك عذرًا أو مبررًا أو حقًا. لأن مشكلته معك ومع العالم مشكلة نفسيًا اصلًا. مشكلة مرضية “عاهة”. وليست مشكلة فكر أو رأي أو قناعات أو معتقدات أو حق أو حقيقة…

مقالات ذات علاقة

عن الثقافة والمجتمع

عزة المقهور

في وضح الصيام..!!

ناجي الحربي

هل ثمة علافة بين الذباب والأدب ؟

عوض الشاعري

اترك تعليق