طيوب النص

المرة الأولى

من أعمال التشكيلي الليبي صلاح بالحاج
من أعمال التشكيلي الليبي صلاح بالحاج

ربّما هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها بصدق، في هذه السنة عانيت وقاسيت فوق ما تتصورون! بشكلٍ لا يمكنني وصفه! تنهش الأفكار عقلي، الرّعب يحوّطني، يزعزع كياني، كرهتُ صوت الهاتف؛ لأنه يفزعني فإن أصدرَ صوتًا فإنها برقية عذاب، ببطء تتساقط آثار الضحكات من وجهي؛ لتحلّ مكانها سمات الاكتئاب، خيّمت الهالات السوداء تحت عيني وأصرّت على أنه مسكنها، تلهب الدّموع خدّي بحجة أن سجن عيني لم يعد يطاق تصدح بصوتها المبوح: نعم للحرية! مع كلّ ثانية تمرّ كان أقصى أحلامي فقط أن يزول هذا الألم، أن يرحل بعيدًا عنّي! لكنه أبى إلا أن يترك جرحًا لا يندمل! نحتَ علامة واضحة في خريطة جسدي كالإكس الذي يشير إلى الكنز، تحطّم قاربي، وضاعت بوصلتي، تمزق طوق نجاتي وهممت بالغرق. كان الاستيقاظ صباحًا أكثر المشاهد المرعبة إذ لم يخلو إحداها من أي وصب، وكان الليل وقت إنزال مرساة الأرق رغم أنني رفعتُ رايتي البيضاء إلا أنّ الحروب أبت التوقف! جفّت سواقي الأرض عن تلك الزنابق، وعانقت السنابل المنجل وهو بكل هدوءٍ قام بقطعها.

مقالات ذات علاقة

هذيان

يوسف الشريف

‏القيامة المُصّغرة…

رأفت بالخير

نزاهة الوهم

عبدالسلام سنان

اترك تعليق