حمزة الفلاح
حدثني الغيابُ في ليلةٍ عنها:
قال: مرتاحةً على وسائدها الجديدة
لا يطاردها صوتكَ
لا يراودها خيالكَ عند طاولةِ العشاء
ولا ظلكَ الشاحبُ من خلف الستائرِ أمام البيتْ.
هي لا تتذكركَ!
صارت تنامُ واثقةً من حُلمها.
تصحوّ باكرًا لوظيفتها
عادت لأصدقائها القدامى الذين لا يحبونكَ
وغدتْ تضحكُ كثيرًا.
أقلعت عن القهوة منذُ شهورٍ
وأفلتت موسيقاكَ التي عودتها
كعصفورٍ من نوافذها.
وكي أباغتهُ قليلاً:
أردد مقطعًا من أُغنيةٍ قديمةٍ كنا نحبها.
فيقول: استبدلتْ حُزنكَ بأغانٍ أكثرَ عصريةً
لترضي مِزاجها الصعب
وتخففَ من حدة الوقتْ.
قلتُ: إذًا هذا الإيقاعُ لا يناسبني
لأكملَّ أسئلة الحنينْ.
فهل لي أن أذهب الآن؟
يقولُ: لكن روحكَ عالقةٌ بين جدرانِ غرفتها
تتنفسُ في المكانِ المفرداتُ
ويلّهبُ حدسها وقعُ خطوتكَ البعيدة
رأيتها تهجسُ مرةً للسكونِ مرارًا
هل يعودُ؟
وآخر الليلِ تهذي كنتُ أسمعها!
كلما حاول الشعرُ أن يقترب من قلبها
تطردهُ
وتشجبهُ
ألا تُحسُّ بوخزٍ في القصيدة.