في هذه الوقفة المتواضعة أجدني على بعد مسافة قريبة لأكتب عن هذا الرجل الذي يستحق الكتابة عنه فعلا.
إبراهيم سليمان نادر، هو تجربة إبداعية عربية كبيرة في عالم السرد دخل بوابتها من خلال تجارب حياتية متنوعة ومتعددة، ولعل أهم هذه التجربة حياته العسكرية التي فتّحت عيونه على تفاصيل السرد في الفيلق، وفي فرقة المشاة، وفي وقفة الجندي والضابط العربي في العراق أيام العز والمجد. هو فنان عرف كيف ينسج كل تلك الخيوط لتكتمل الصورة، ويتضح المشهد أكثر في تجربته الإبداعية التي تغرق تفاصيلها في الحرب والحب، وهو بين العواطف والعواصف قلب راجف لا واجف، قلب راعف بالحب لا خائف. يكتب القصة فيبدع في تفاصيلها وفي فنياتها، وذلك في كل مجامعه القصصية منها ” فانجي “ونصف نافذة تكفي” ومسحوق كلب “ومبلل بالحزن” وقفص أخضر” وإطار لقلب في الظل” ونهر الأباطرة” ومرفأ لا يتسع للحب”
وفي عالم الرواية نجده يدخل التفاصيل أكثر في كل من روايته ” أغصان مكسورة” وإليك يرف نبضي” ولا أحد في الحي” وعطش الحمائم “وهذا اليم من أنسجتي” وطليق أنا مثل وجه الحمام” وأغلق نافذتي”
هذه الأعمال السردية تقترب وتبتعد في مدّها السردي بين مساحة البحث عن الحرية والحب وتغوص أحيانا في تجربة السيرة الذاتية التي يلتقي فيها الكاتب ابراهيم سليمان نادر مع الكثير من قرائه. تجربة سردية متنوعة من حيث الأسلوب واللغة واللعبة الفنية، وهو مثقل بهموم الوطن الصغير العراق، ليتوزّع في تفاصيل الوطن الكبير العالم العربي، والعالم بكل قاراته الخمس، ومحوره الإنسان العاشق والمعذب في آن واحد…تحيتي لك صد يقي الكاتب الكبير ابراهيم سليمان نادر، وهنيئا للقارئ العربي بك.