الليبي اليوم | حنان علي كابو
تتتبع أثر الخيال ببراح شاسع التفاصيل، تضج أماكنها بالحكايات حيث تعلق بالبدايات، وأخذ نفس عميق عند مشارف النهاية. الكتابة لديها ثقب صغير تحدثه في جدار البوح، متنقلة بين القصة والشعر.
مقبولة ارقيق، مواليد طبرق، خريجة آداب قسم تاريخ، نشرت نتاجها الأدبي في العديد من الصحف والمجلات كالبطنان، وأخبار طبرق، البرلمان، المدينة، والبيضاء، فسانيا، الفصول الأربعة، أخبار بنغازي، الكواليس الجزائرية.
إضافة للنشر في بعض الصحف الإلكترونية مثل نبض العرب السعودية، السقيفة الليبية، الثقافة الليبية، العربي اليوم، بلد الطيوب.
صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “ملاذ النورس “عن دار العالمية بالإسكندرية.
-لماذا اختارت مقبولة ارقيق القصة لتخطو بها الي عالم الابداع؟
القصة براح شاسع التفاصيل، القصة تخمين، القصة مراقبة الملامح، وانتظار الأوقات بلهفة، القصة أماكن تضج حكايات، القصة حالة تلبس للأحداث القصة تعلق بالبدايات وأخذ نفس عميق عند مشارف النهايات. القصة تتبع أثر الخيال وجمال الإبداع وفن الكلام.
_هل وجد النورس ملاذه؟
طالما للنورس جناحين، وطالما الشطآن تمتد كالسوار حول وطني وأنا ابحث عن ملاذ عن أفكار عن أحلام وأمنيات. طالما إن المد والجزر يلتقيان في المحيط ليفترقا عند حواف الشاطئ والنورس رحال مغامر فضولي لا ملاذ يحتويه يطارد الزرقة ويغفو بين السحاب وينوي كل صباح فرد جناحيه لآخر المدى.
– بين المران والرهان، أين تطأ خطى أرقيق؟
الكتابة رهان …حين تسرج قلمك وتتأهب لدخول المضمار حين تثيرك الأحداث لدخول غمار الكتابة دون هوادة او توقف. أذن أنت في حالة رهان مع القلم والورق والأفكار.
أرى أنك اتجهت للشعر والنص الطويل؛ ماذا وجدت في الشعر؟
نعم، تحول سلس، يشبه تعاقب الليل والنهار. الشعر وليد القصة والقصة هي التوأم السيامي للشعر. كلاهما يولد من رحم المعاناة والأحداث والظروف. وجدت في الشعر “”” براح سرمدي “” مذهل.
تكتبين بنهم، ماذا منحتك الكتابة؟
جدًا بنهم فأنا أنثى جائعة أنا أنثي جائعة.. ألتهم كل ما أجده حزن …حب …فتات اهتمام سكاكر… لا أبالي بوزني لا يحزنني فشلي في أغلاق الزر الأخير من قميصي… جائعة أنا اتذوق بنهم طعم دموعي تلسعني الملعقة المعدنية كلما مددت لساني للتذوق اتذوق الحاذق وأعشق الحلو.. ولا اقاوم الحار جائعة … أعد ارغفة الحب ازينها رائحتها لا تقاوووم أجمع بقايا الحزن من مائدة اليوم والتهمها.. جائعة … أصنع قوالب الحلوى ولا يهمني معدل السكر اخرج لساني له كلما أحسست بالعطش بالترنح بالألم وأضع آخر القطع في فمي لأسقط في غيبوبة… جائعة أنا… لا أنظر لنفسي في المرآه أقنع نفسي كل يوم أن رداءة القماش هي السبب فكلما غسلته تقلص على جسدي جائعة.. حتى أني يومًا أكلت حزني رغم مرارة مذاقه الا أنه سد رمق جوعي ذات شتاء طويل وموحش. جائعة… وفى يوم من الأيام كسرت جرة الخيبات ولعقت طعمها.. ذلك الجوع كان يلاحقني فكلما طوقني الحزن فتشت عن لقمة اهزم بها التفكير وأهرب الى مائدة طعامي لأهزم أمامها. الكتابة منحتني.. القوة والضعف الثبات والانكسار البطيء والسرعة اللين والشدة النعومة والصلابة الكتابة منحتني…. فرص أعيد بها ترتيب ما يتساقط مني بكل هدوء. الكتابة منحتني إعادة تدوير الحزن وجعله فرح لا ضفاف له.
-من يشعل فتيل الكتابة عند مقبولة؟
يشعلها الوقوف عند حافة السطر خاوية من الكلمات التب تصف ما بها… تأخذ نفس عميق وتتحسس قلمها كبحار يطمئن على حالة سفينته قبل أن تنطلق به نحو وجهت بوح تغرس رأيتها فيها. هامسة “وجدتها”
-بين الاختزال والمتنفس كيف تصف أرقيق علاقتها مع الكتابة؟
الكتابة متنفس. ثقب صغير نحدثه في جدار البوح لنتنفس بشكل طبيعي. شهيق وزفير ممتع.
-هل سنرى ديوانك الأول قريبا، ماذا يعني لك أن تكوني شاعرة؟
إن شاء الله أعمل على ترتيبه وجمعه بشكل يروق للقارئ ويخرج بشكل ينال أعجاب المتلقي واستحسانه. كما يعني لي أن أكون انسانة كلاهما وجهان لعملة واحدة الشعر والإنسانية.
_كيف تنظرين الآن لملاذ النورس؟
أنظر لها على أنها “” محلقة “” لا تكف عن الطيران والبحث والكتابة والبوح
_ما المميز في كتابة الشعر؟
كتابة الشعر ليست بالأمر الهين.. هي مهمة صعبة جدًا ما يميزها هو شعورك شعور من يكتب في وصيته.. وهو بين المقصلة والسندان. ما يميز الشعر …كونه انسياب وتدفق وذروة وصفاء وقوة لا حدود لها.
_ ما مشروعك الثقافي؟
أهم مشروع هو أن أجهز كتابي الذي يضم بين ضفتيه عدة نصوص نثرية، وأن أضع نهاية ترضيني لأحداث الرواية التي لاتزال رهينة الورق.