(هذا كلام وليس شعر)
يبتسم:
الشجرة المُراحة باسقةً،
تجوب ارجاء الفضاء،
تزهو في ساعة المطر،
تقطن في بستان جدتك
وتقطن في بستان جدتي
تورق براعم القناعة في نُبلٍ،
تورقُ العطرَ في براءته.. تنثرُ من رحم السنين،
وردة الروح البهيجة وعندما يجيء الظلام تنام.
طيبَ نغمةٍ شجيّة:
تجلس على خدّ روضٍ بهجٍ
أوراقها في صولة الرياح بعين القمر،
ودفء الشمس يحفها شغفاً في الصحو ذاته،
وصفاء الخُلة يهفو لإنفاسها ويُزهر الغصن
أورقت ثمراً، نضج، فاح طيب شذاه
دلاله مليحٌ يبتسم لأهل الود والطيب
يطرق اجلالاً لجدتك وجدتي أقرب الخلق لله.
يسقي:
من منابع ساقية جدتك المرحة
وساقية جدتي المرحة، عبر الغيوم والمطر،
يجري الماء مغرغراً بلحنه الرّنام راقصاً
يغريه الخلود في مهد البراءة
يسقي بساتين الجيران بفيضه
ومهما تَرامَ المطرُ فوق عَراجينه وعناقيده
ينشد الحياة و كل من في حماه يهواه، و يرعاه
وكل وديان الهوى تبصر في الليل سراه،
ويأمر بساتين الرمان أنْ تنام.
يفوح:
عبق خبز تنور جدتك
وعبق خبز تنور جدتي،
يفوح في انتشاءٍ لهجٍ في الصيف وفي الشتاء،
يفوح فوق أكمة الشوارع ،
يجدد العمر حسناً وحُسنى،
حقول القرى تعرفه والهضاب والهوى الثائر،
وتباريح السنابل،
الصبح الأغر يتنفسه مُشعلاً للروح سدرةٍ
وصحن “البراك” في انتظاره للنهم
أصابعٌ تجتوي اللاّفح منه تكرّ ولا تفرّ،
في طعمه سرّ خفي يجذب رئمَ الفلا
وطيور السليوة ومرجان البحار وملائكة الله.
يُبهج:
بخور جدتك الصندلي البهيج
وبخور جدتي الصندلي البهيج
يُبهج أريجه الروح
يمرّ بكل بابٍ ويحط فوق رؤوس العرائس
وفي رحابه سرّ شجي أرق من النسيم وأعطر من المسك،
وأحنّ من الحنان الكريم.
تدق:
ابتهالات وتسابيح جدتك
وتسابيح وابتهلات جدتي
تدق أبواب السماء وجلالها،
تفوز بنظرةٍ إلى البدر عند تمامه
تطلق للنفس السجينة الحائرة
دُعاءً
تزرع في الديار المهجورة قبساً من نور
فلا شيء سواها يُشرقُ
ولا شيء سواها يحمي محطات البشر،
ويحمي أمسيات المطر
ولا شيء سواها بفضل الفيض يُنتضرْ،
وبفضل دعائها الفيض يغسل بدفء قلبها نوافذ المساء.