نعيمة التواتي
بين أعماق البحر السحيقة ومن بين الاف الصور، تولد الحقيقة خلف الخفاء، صورة امرأة تهرب من الحقيقة وراء جدران القدر القادم، أظل أهرب بخفقي وألمي، زحام يلف جسدي، أتبعثر فوق أرصفة الماضي العتيق، أظل أبحت أفتش، من ينتزع أشواقي من قبضة الحكم السلبي؟ من ينتزع أشواقي من وريد القلم المستغيث من عمري.
يهزني عنفوان البحر المشحون بذاتي.
سجينة يا نفسي بوهجه الوضاء، وقيود العقل، إنها امرأة قلبها شجرة لا تندمل جذورها عند ثوران المياه الزرقاء، تولد نشوتها الوحشية في سمائها المزركشة بغيوم سوداء.
هناك علي شاطي البحر، تجلس فتاة تغني بصوت محبوس وتنادي بعمق مخروس.
وهيهات أن يفتري غيث الليل أن يدخل دنياي يد الأخطبوط، أعانق حيرتي وأكتم أنفاسي وأكف عن الرقص والتعبير عما في أعماقي، وأظل أمشي وأكتب عن ينبوع حب، صدر من رجل يسيل دفقه عند حد البحر.