من رّف مكتبة الفرجاني بشارع الوادي عام 1971 ضممنا شغفنا للشعر طُلاب ثانوية في ديوان الشاعرة هيام رمزي الدرندجي “زهرات في ربيع العمر” ثم كفكفنا فقدنا مرثية العمرْ الجميل بديوانها “دموع الناي“…
أعطني الناي وغني.. بصوت الشاعرة الليبية ـ الفلسطينية التي نبعث من فقدان النسيان ذكراها وتذكار حبيبها الليبي عبدالجليل عارف الذي سقط مضرّجاً برصاصات اغتيال التصفية الجسدية محسوباً على المعارضة السياسية، بين دراعيها وهما يشربان قهوتهما في صباح مقهى بمدينة روما 1980 سكراً يذوب فقدان ليبيا بلد الطيوب ضوع الياسمين دواليه ظلال الدروب.
الشعر الحديث الدي كتبته الشاعرة هيام رمزي الدرندنجي تلقفناه بضمير رجل في وجدان امرأة في تماهي إغتراب هيام رمزي الدرندنجي بالشاعرتين: فدوى طوقان، ونازك الملائكة. فمن هو الرجل الذي يناديها “تعالي! فيشعلُ صوتُ النداءِ العروقْ/ فأصرخُ: كيف..؟ وقد ضاعَ في الليل مني الطريقْ/ وكيف أسيرُ وفي القلبِ بؤسٌ عميقٌ وضيقْ/ وكيف أجيءُ وقد هبَّ من كل صوبٍ حريقْ/“.
الزوج المغدور هو رجل الأعمال الليبي المعروف عبدالجليل عبدالله عارف أصيل قرية جنزور بضواحي غرب طرابلس.. لاعب فريق كرة نادي الاتحاد الطرابلسي في شبابه، قبل أن يتفرغ لتجارته بشركة ليبيا للاستيراد صاحبة توكيل سيارات (بيجو) الفرنسية. وكان قد ترك ليبيا بعد تأميم تجارته وشركته عام 1979 وهاجر الى مصر وأسس هناك مركزاً بديلاً لشركة توكيل سيارات البيجو في القاهرة. تابعه التضييق والعنت فأرتحل عنها ليقيم في مدينة روما بإيطاليا.
أشعار هيام رمزي الدرندنجي ظلت تنتمي للعالم الغنائي بمعناه البسيط مقاربة قصيدتها بقصيدة فدوى طوقان التي ربطتها روحياً بفلسطينيتها وكان تأثيرها واضحاً في مسيرتها الشعرية والبحثية إذ كرست لبحث سيرتها كتابها الذي نشرته في 1994 “فدوى طوقان.. شاعرة أم بركان“. الشاعرة الثانية كانت العراقية نازك الملائكة التي انطبعت شعريتها الحداثية “قرارة الموجة“ في قصيدتها…
أما الموضوع الذي كان شاغل شعرها فهو الفقدان ببعديه.. فقدان الحبيب ـ الزوج – وفقدان الوطن؛ فنقرأ من أشعارها وقد حطت في عمّان بالأردن بعيدة عن حيث عمل والدها معلماً في طرابلس وقبلُ في ضاحيتها الغربية الزاوية موطن النشأة والتشكل الروحي والعاطفي وفقدان الوطن الأصلي فلسطين ممثلاً في يافا بيارات البرتقال التي تنشد لها شرايين الحنين فتقول الفقد في مقطع شعر: “تحت شباككِ يا عمَّانُ من وجعي ارتميتْ/ ظامئًا أبحثُ عن ظلٍ وبستانٍ وبيتْ/ نازفًا من شدة الحزنِ أدواي ما رأيتْ/ إن قومي ضيعوني وأنا قومي افتديتْ“.
* ومضة أدبية منقولة عن مقالة في موقع ليبيا المستقبل تعريفاً بالشاعرة الليبية ـ الفلسطينية، هيام رمزي الدرندنجي التي قرأنا قصائدها زهرات في ربيع العمر.