فاطمة الداودي – تونس
1
لما يعلق الظلام بمشبك الليل
مسربات المعنى تتوهج عمقا بعيدا
جبين التجاعيد يستريح عنده شحاذ
يستطلع الاستفهام في فناجين سوداء
وطلبات الحلم تتسع المدى في عيونه مقهى يسكب شاي السماء وقطعة خبز
خطوط رمل لعلها تتنبأ بمستقبل سعيد
ومن تجاويف لون تراب وجهه يكبر شوك الصبار
ليصير حكيما تغتسل عند أعتابه مشاغل المدينة
هو بدايات الأشياء عند ولادتها
أو
نهايات لم تشرع بعد مفهوم موحد لدستور النهايات
جمل بسيطة نقية الفهم
سريعة الذوبان
كعصارة خريف أعتصر زبدة الفصول
من رحيل الى رحيل
في الحلق تتأرجح فيه أقطاب الألوان
تموجات الأبيض والأسود
قفزة سريعة في
الليل يمضغ ضحكة الفجر
لا تفسره حدود الأصابع
لا قوانين الأقفال
لا خطوط الاستواء
لا موائد الكلمات
ولا شحاذ حكيم المدينة..
2
وجها وقفاه
تناغم
أنفاس تقرأ ملحمة الألوان
الليل وجبروت صمت لونه الأسود
النهار وعفوية ثرثرة لونه الأبيض
من سبر الظاهر الى باطن الأشياء
قاطرة تقفز
الى وجه
إلى إطار سميك
معلق على جدار صباحات
لا تكف عن استحضار
وجه المحاربين القدامى والمتعهدين بتناوب قسطهم من عبور
المحطة
تلو المحطة
تاريخ يشهق
ذاكرة، ………….
يعود
صهيل طروادة
لونا رماديا يتدرج ليبلغ موتا متفحما أسود..
3
عند أسوار المدينة تعلق لوحة ليوناردو دافنشي
قطعة قماش محطة اخرى
تتموج عند ثقوبها مغزى اللون الأبيض
أزرار الصمت تكشف سر ابتسامة
فواصل، ……. وتسقط الفواصل
لونية
وجنسية
بين أنثى ورجل
وتتكشف حقيقة واحدة
جوهر الأشياء
عندما تبلغ الألوان مرحلة ذوبان
وتتوحد المتناقضات فوق لوحة واحدة
تمر المحطات والالوان نحوي
تعبر إلي
سر الأبيض والأسود
حركة لولبية
مثقلة بدورة الحياة
وانا أجدف
سرهما في عمق الأنا..