محمد امبيوه محمد
رواية آمال كبيرة أو عظيمة. للروائي الإنجليزي العالمي تشارلز ديكنز.
تحكي قصة طفل صغير يتيم اسمه فيليب وينادى بيب يسكن مع أخته وزوجها في قرية صغيرة. ذات عشية عيد ميلاد قابل بيب سجين هارب مخيف في فناء الكنيسة. طلب منه ذلك الرجل الغريب إحضار بعض الطعام ومبرد وهدده بأنه إن لم يفعل فسيتعرض للقتل على يد صديقه الشاب الضخم المختفي في مكان قريب. في اليوم التالي قام بيب بسرقة الطعام من بيت أخته والمبرد من ورشة عمه زوج أخته جو وإحضاره للرجل المخيف والذي قام بدوره بقطع الأصفاد التي تطوق يديه.
يحصل بيب في أحد الأيام على دعوة من الآنسة هافيشام للعب في بيتها والذي هو عبارة عن قصر موحش غريب كأن الزمن توقف فيه عند زمن معين، وكانت سيدة ذلك القصر عجوز غريبة الأطوار ترتدي ثياب عرس وكان السبب تعرضها لغدر شاب وعدها بالزواج ثم اختفى ليلة عرسها بعد أن تحصل منها على ما يشاء من أموال فتوقفت عقارب الساعات في قصرها عند تلك الساعة التي قرر ذلك الشاب التخلي فيه عنها ليلة زفافها.
تعرف بيب الصغير على ستيلا الفتاة الصغيرة التي تبنتها الآنسة هافيشام في ذلك القصر. وقد كانت فتاة متعجرفة ومغرورة ربتها الآنسة هافيشام على هذا المنوال لتنتقم من جميع الرجال.
كانت أكبر آمال بيب الصغير حينها أن يعمل في ورشة الحدادة كصبي مع زوج أخته جو. ولكن معاملة استيلا له على أنه شخص من العامة جعلته يدرك أن هذه الآمال الصغيرة ليست هي الآمال التي يطمح إليها وصار أمله الأكبر أن يصير رجل أعمال ناجح من الطبقة العليا في المجتمع، وقد كان يجيد القراءة والكتابة قليلا.
جاءت الفرصة لبيب على طبق من ذهب عندما تولى شخص محسن مجهول رعاية بيب والتكفل بجميع مصاريفه على أن يقوم بيب بترك القرية والذهاب للعيش في العاصمة. وقد عهد للسيد المحامي بإيصال هذه الرسالة والتوصية لعائلة بيب الصغير والذي يغادر فعلا مع المحامي إلى العاصمة مع اعتقاده بأن الآنسة هافيشام هي المحسن المتبرع والذي لم يكشف عن اسمه. وتمر السنين ويقع بيب في حب الفتاة ستيلا والتي تتزوج برجل غيره وتتركه.
تدور الأحداث ليكتشف بيب بأن المحسن المجهول لم تكن الآنسة هافيشام بل ذلك الرجل الغريب الذي قام بيب بمساعدته في ذلك الزمان عندما قام بإحضار المبرد والطعام له. ويكتشف فيليب أو بيب بأن ذلك السجين الهارب هو والد حبيبته ستيلا وأن أم ستيلا هي تلك السيدة التي تشتغل مع ذلك المحامي الذي عهد إليه العناية بفيليب. ولكن ستيلا عاشت طيلة حياتها تجهل والديها. حيث كانت والدة ستيلا قد اتهمت بقتل عشيقها واودعت السجن قبل أن تثبت براءتها وتعمل مع المحامي الذي ترافع عنها يوما في المحكمة.
تحيا استيلا حياة قاسية مع الرجل الثري الذي تزوجته ويتم طلاقها منه قبل أن تتزوج ثانية ولكنها لا تنعم بالسعادة رغم الثراء التي تتمتع به.
ويموت الرجل المحسن والذي يدعى ماجويتش بعد محاولة بيب وأحد أصدقائه تهريبه من يد العدالة خارج بريطانيا على متن زورق نتيجة المرض الشديد بعد مطاردة الشرطة له. رواية جميلة ومعبرة بأحداث شيقة تستحق القراءة أكثر من مرة. تحياتي.