ترجمات

الرجال العمي

قصيدة للشاعر الأمريكي: جون جودفري ساكس الأول
ترجمة : عطية صالح الأوجلي

2019 Ink on paper Adnan Meatek 32 x 42 cm


1.

ستة رجال من هندستان
شغفوا بمعرفة الفيل
ولأنهم مكفوفي البصر
فقد كان اللمس يغنيهم.

2.

اقترب الأول …
تعثر وسقط …
اصطدم بجسد الفيل …
ليصرخ:
“يا إلهي …! هذا الفيل يشبه الجدار! … “

3.

صاح الثاني ،
بعد أن لمس الناب …
“واو! – إنه مستدير وناعم وحاد … يا للعجب … هذا الفيل يشبه الرمح” … !!

4.

اقترب الثالث …
فسقط الخرطوم بين يديه …
انتفض … صرخ …
“ثعبان … ثعبان … ما الفيل إلا ثعبان”… !!!

5.

بحذر امتدت يد الرابع
تحسس الركبة.
“الأمر يسير واوضح … هذا الفيل يشبه الشجرة” … !!!!

6.

قال الخامس …
الذي لمس الأذن …
” إن اكثرنا فقدا للبصر … لن ينكر أن هذا الفيل العجيب تماما كالمروحة “

7.

السادس الذي تلمس طريقه الى ذيل يتأرجح …
“أرى” ، الفيل ، “الفيل” … يشبه كثيرا الحبل! “

8.

وهكذا تنازع الرجال من هندستان
طويلا وبحدة …
كل يردد رأيه …
في ثقة واصرار يجادل …
كل منهم كان صادقا في تصوير ما لمس …
لكنهم جميعا كانوا خاطئين.

ومثلهم ….
الكثير والكثير من الرجال …
المتخاصمون … المتحاربون …
يجهل كل منهم ماذا رأى الأخر …
يتنازعون … يتجادلون ..
عن فيل هم لم يشهدوه.


* اشتهر الشاعر الأمريكي جون جودفري ساكس الأول (2 يونيو 1816-31 مارس 1887) بإعادة سرده للقصة الهندية “المكفوفين والفيل” ،وتقديمها إلى الجمهور الغربي.

*** وردت القصة في ادبيات شعوب مختلفة ، رسمت على جدار معبد جايني، وهو معبد من القرن العاشر يقع في خاجوراهوفي ولاية ماديا پرادش، الهند.
كذلك وردت ضمن مطبوعات الخشب ” اوكي يو-إ” في اليابان في القرن السابع عشر كقصة بعنوان الرهبان الست يتفحصون الفيل.
كما اوردها الشاعر الصوفي الأفغاني سنائي في كتابه ” حديقة الشريعة وشريعة الطريقة”.
واشتهرت عندما اوردها جلال الدين الرومي الشاعر الفيلسوف في قصيدته المثنوية بعنوان حكاية في الظلام.

مقالات ذات علاقة

صوت في المجيب الآلي

عاشور الطويبي

آسفة بوكوسكي…

عطية الأوجلي

قصائد من شعب الروهينغا

عاشور الطويبي

اترك تعليق