تظل فكرة الكتابة فكرة حبيسة لدى مقترفها، الى أن يقرر البوح وإشراك الآخرين فيما يقترف من فعل، أو يضغط على مفتاح أرسل. عندها تخرج من يده ويصبح النص ملك للآخر، يضيف وينقص ويؤول ويفهم النص كما يشاء. فيما تظل محاولة الكاتب بجر المتلقي، وأسره إلى فكرته التي يريد أن يزرعها في رأسه من خلال النص، بينهما سجال، فأحيانا ينجح الكاتب عبر وسائله التي بهّر به النص، أو يكتب القارئ نصه كما يريد، أو كما يريد الكاتب من نصه، فقد يكون الهدف من النص هو التحريض على التفكير وزرع بذرة البحث في ذهن المتلقي ومنحه الأجنحة للطيران، أو شراعا لتملأه ريح المتلقي وتمضى حيث تشاء.
هكذا أحب القراءة التي وأنت تقرأ تمنحك فرصة للتأمل، ومراجعة مخزونك من المعلومات، والأحاسيس، والتجارب فكل منا يحمل نصه داخله.