# للأوطانِ المنكوبَةِ يدمِّرُها بنوها، المتوهِّمونَ أنهم بنوها.. وأنهم بنوها.. وما بنوها..!
# لوطنٍ يستلُّ سيفَ غدرِهِ على القتلةِ الأنقياءِ.. فقط لأنهم تفنَّنوا في التمثيلِ بقتلاهم، لأنهم حفروا أخاديدَ العداوةِ في كلِّ شبرٍ منه! ولم يفلحوا..!
# للخريطةِ العذراءِ تتأبَّى على التفريقِ والتمزيقِ والتسويق… حتى بحرابٍ صديقةٍ.. حتَّى بسيوفِ العداواتِ.. ولم تهترئ..!
# لقلوبِ الأمَّهاتِ لأنها ظلَّت تهذي بحبِّ أبناءٍ قضوا لأجلِ وطنٍ أرضعتهم حبه.. ولم يحبِّوه قَطُّ..!
# للأعداءِ الشَّامتينَ؛ فأرواحُ الشهداءِ الذين لوَّنوا بدمائهم كلَّ شبرٍ في أرضِهِم تداسُ الآنَ أحياءً..لأنهم لم يقتلوهم حقًّا..!
# للأغبياءِ الذينَ يحسنونَ التذاكي.. للأذكياءِ الذين يبرعونَ في التَّغابي..!
# للفاشلينَ الموهومينَ بالنجاحَ اللامحدودِ، لقناعاتِ الناجحينَ بفشلهم الذريع..
# للسفهاءِ الذينَ يحمِّلونَ العقلاءَ أوزارَ سفاهاتِهم..
# للنكتَةِ الطَّازجةِ يرويها راوٍ فظٌّ فينفضُّ الناس من حوله.. ولا يدري..!
# للسخريَّةِ العميقةِ يبطلُ مفعولَها برودُ متلقٍّ ثخينٍ.. ولا يبطلُ..!؟
# للكذبِ مخدوشٌ خاطرُهُ بسكينِ الصدق الجهورِ.. ولا يتوبُ..!
# للفشلِ يستمرئ النجاحُ الشماتةَ بهِ ولا يفشلُ..
# للاعتذار حين يحيد بإرادته عن سكَّةِ المقاصدِ البيضاءِ، وينتعلُ دربَ العنادِ ثم يسقطُ في هُوَّةِ الكفرِ البواحِ.. مثل هاربٍ كفيفٍ.
# للبحرِ الأمينِ يفترسُ راكبيه بكلِّ برودٍ، ثمَّ يقذفُهم أعقابَ موتى على شواطئهِ.. ولا يشبعُ..!
# للقصيدةِ البكرِ حين يستنميها متشاعرٌ فظٌّ من جسدِ معانٍ جعَّدها التِّكرارُ السَّافلُ.. ولا تستوي.
# للقصيدةِ التي تفرغُ حمولتَهَا المشتعلةَ في أعماقنا فتكتشفُ أنَّ قلوبنا مساحاتٌ شاغرةٌ ، ولا نمتلئ..
# للوحدَةِ القاتلَةِ.. حينَ تفرخُ في أعماقنا وقاحتَها.. ولا نموتُ.. !!
# للهموم حينَ تبني أعشاشَها في أعماقِنَا فتفرخ وتفقص.. ثمَّ تحيل جوانحنا إلى غابةٍ محترقةٍ.. ولا نحترق..!
# للوقتِ الذي يقتلنا دون أدنى إساءة له.. سوى أنَّنا نردِّد بحمقٍ أننا نقتلُهُ..! ولا نرعوي..!
# للصَّبَاحِ الرَّشيقِ الذي يعبرنا نائمينَ.. إذ أننا ننامُ على وهمٍ فظيعٍ مفادهُ أنَّ النَّومَ خيرٌ من كلِّ صلاةٍ..! ولا نستيقظ..!
# للرأس الطائش ينطلقُ كالموتِ مسرعًا نحو رصاصةٍ آمنةٍ فيرديها قتيلةً في مجاهلِ جمجمتِهِ المثقوبةٍ..! ولا يعيشُ..!
# للطفلِ المشاكسِ الذي دعسَ بطيشهِ سيَّارةً بريئةً كانت تقطعُ الطريقَ ببراءةٍ خلفَ كرةٍ صغيرةٍ تدحرجَتْ بعيدًا عنها.. ولم ينتحرْ..!
# للغيمةِ الكذوبِ التي راوغَتْ أحشاءَ أرضٍ جدباءَ ظلَّت تمنِّيها بعناقٍ حميمٍ عميمٍ..! ولم تنكسف..!!
# للضوءِ الذي تأخَّرَ عن موعدِهِ.. تاركًا العتمةَ العمياءَ تغرقُ في صمتِها.. وتهرقُ روحَها سوادًا سافرًا. ولا يحضرُ..!؟
# للأيدي الخشنةِ التي ما فتئَتْ تجهدُ في لطمِ وجوهٍ مسعَّرَةٍ للعابرينَ دونَ توقُّفٍ.. دونَ شعورٍ.!!؟ ولا تتعبُ..!؟
# للأصدقاءِ الغائبينَ عنِ المواعيدِ الطازجة.. عن لحظاتِ العناقِ النقيِّ.. لأنَّ القلبَ الذي أحبَّهم ازدحم بهم فلم يجدوا لهم مكانًا خارجَهُ إلَّا فيه.. ولم يحضروا..!؟
# للحَظِّ الشَّرسِ يغتالُ أمنياتِ التُّعساءِ كلَّ حينٍ لأنَّهم لم يعدِّلوا بوصلاتِ قلوبهم على قبلة الفرح.. ولم يعدِّلوها..!؟
# للأحلامِ الجافلةِ التي يغدرُ بها البؤساءُ كلَّما راودت عقولهم بنكرانها.. ولم تُرَوَّضُ..!؟
# للموتِ الطيِّبِ الذي يهاجمُ على حينِ سكتةٍ قلوبَ الأبرياءِ ولا يدعُ لهم فرصَةَ التَّلويحِ بالوداعِ الأخيرِ بغيرِ إصبعٍ واحدةٍ..!! ولا يغيبُ..!؟
# ولي؛ أعتذر لي مني.. ومني لي.. حينَ أراني أحرثُ القلبَ بكلماتٍ كأنيابِ الفؤوسِ.. ثمَّ لا أموتُ.. ولا أحيا..!؟