طيوب النص

الكلمات المتشابكة

أنيس البرعصي

من أعمال الفنانة التشكيلية “مريم الصيد”

*امرأة مثلك كانت كافية لتجعلني أضبط ساعتي -كمؤقت قنبلة – لموعد لقائها في أمسية مبللة كهذه تحفزني لوضع خطة مسبقة تحتوي حطام أسبوعنا في نهايته ..ربما سأراقصك .. أو آخذ رأيك في اصطحابك على متن دراجة نارية لمشاهدة أحد أفلامك المفضلة ؟ نتناول الفشار بالكراميل و نتشارك قنينة واحدة ؟ بداية دعينا نتخيل أين ستكونين .. ليس بالشرفة بالطبع تجمعين الغسيل و تشتمين الطقس و تلعنين المعيشة السودة و دورك في غسل الصحون ..ربما ستكونين عائدة من درس عزف تشيللو أو كمان .. هذه وظيفة تليق بأصابعك النحيلة كالشموع ..و ربما أختلق هذا لأحدثك في طريقنا عن خرافاتي الصغيرة حول الآلات الموسيقية.

عن آلة الإمزاد التي تجلب الشر لمن يعزفها وعن كيفية صنع ناي الدودوك من شجرة المشمش ..و في منتصف الحديث أقاطع نفسي محاولا إبهارك بمعلومات سخيفة وسأسأل كأن كنت تعرفين بأن الوحمة هي أثر طعنة قتلت صاحبها في حياة سابقة ؟ سأصمت فجأة..وستعرفين أني لست بخير .. رغم أني بلا وحمات .. ستشي بي الأسطر الغير مرتبة .. الكلمات المتشابكة كأسلاك شائكة .. الكتابة رديئة ..و هذا ما يسعد كلب في مكان ما يقرأ هذا النص و سيحرص على عدم ترك أثر لأن كبرياءه الطفولي يمنعه .. أنا أراك أيها الشاعر الرخو .. غادر قبل أن أجعلك تعوي كجرو فقد ذيله .دعك منه ..الشتائم تجعله يبتسم ..و ركزي في الفزاعة التي تسمينها حبيبك حتى تبعد غربان الوحدة .. هذا الفزاعة يود أن يخبرك”بأنه منهك و حانق و ساخط على هذه الفجوة الزمنية التي يمكن أن يعتبرها سيرك أو فاصل إعلاني أو وقت مستقطع لكن لايمكن أن يعتبرها حياة .. “أشعر بأني علكة .. كل ما أمر به يلتصق بي .. أشعر بأني علكة مليئة بالشعر والحشرات الميته و الكلمات السيئة “لن أنتهي هنا سأشتم أشخاص لاتعرفينهم لأسباب لن ترغبي بمعرفتها .. سأسعل قليلا .. ثم سألعن جاري الواشي و ممتهني الكتابة الشبقين و عامل محطة البنزين و مدينة الملاهي المغلقة .. سأشتم هذه المدينة التي لايوجد بها حانة أو سينما أو قاعة رقص أو امرأة مثلك تقرأ مثل هذا الكلام من شخص انفجر للتو و لم ينتبه له أحد .”

مقالات ذات علاقة

لحظة حرية

إدريس ابن الطيب

خوابي اليقين

عبدالسلام سنان

قامت العنقاء

رشاد علوه

اترك تعليق