شعر

غناءُ الرحيل الأزرق..

من أعمال التشكيلي يوسف معتوق
من أعمال التشكيلي يوسف معتوق

ليس من عادتي
الاستيقاظ باكراً والجلوس قُبالة البحر

شيءٌ أشبه بعاشقٍ
لم ينم منذ ألف عامٍ من الدمع
والأرق الصديق..

ها انا
اقوم كمن يتخبطه الشعر
من الغرق الرحيم!

اجلس وحيدا
امام لجة التوق
الملمُ شظايا احلامٍ بائسةٍ
عجوز
اثقلها مذاق الدمع
في ليل مالح السُهاد

كانت ومازالت
تراودني غواية الرحيل
حزم كل النصوص الخائبة
المتشردة على ارصفة المنوبية*
المحنطة بالوجع في توابيت
نائحة بحرقة المواويل الغريقة،

ذات العناوين النابحة
من قلبي الكلب الوفي!

قلبي الذي تعود ان يقضم
عظمة الجوع حتى يشبع
الآخرون من موائدهِ الباذخة
بالحب و العواء..

أن اهجر البكاء
حين تخوننا الأرصفة
فلا نجد لأروحنا الحافية
كسرة خبز ولا دمعة ورد

حين يراودنا البكاء
ولا نبكي…!

حين تزدرينا الاماني
بعد أن أنهكها الرجاء
على أغصان الأمل الكاذب..
ويهجرنا الحلم
و لا نبكي..

حين تكون ولا تكون
انت طريد الحب

حين يحتفي بنا
الأموات الاحياء
ويخذلنا الاحياء الأموات!

حين ننشدُ الخلاص
فيطاردنا شبح السكينة
في تابوثٍ من جمر

حين يأتي الليل
بطمأنينة العتمة اللذيذة!

فقط
حينها
طوبى للغرباء وما يقترفون
من وجعٍ و ورد.

الاثنين 27 / يوليو .. تموز / 2020


  • المنوبية حيٌ قديم بمدينة الخُمس العتيقة رحم الحب و الغناء و محراب الدراويش.

مقالات ذات علاقة

بنات حواء

المشرف العام

حافلة نقل سريع 

أكرم اليسير

أقلق قليلاً

منيرة نصيب

اترك تعليق