الطيوب
عن منشورات مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، ومؤسسة كلام للبحوث والإعلام، صدر حديثا كتاب (حساسات التفكير الناقد “المفهومية واللغوية والمنطقية”) للأستاذ الدكتور نجيب المحجوب الحصادي.
يقع الكتاب في 288 صفحة، ويتضمن المفاتيح التالية: ماهية التفكير الناقد – الحساسة المفهومية – الحساسة اللغوية – الحساسة المنطقية – أغاليط وقضايا، وتحت كل منها مجموعة من العناوين والمطالب والمباحث ذات الأهمية الإبداعية.
وممّا جاء في هذا الكتاب تعريفًا به:
في حين أن هناك تداخلا كبيرا بين التفكير الناقد والمنطق، فكلاهما معني بتقويم الحجج والاستدلالات، فإن التفكير الناقد أكثر انشغالا بشؤون الحياة باختلاف مناحيها، وبما يثار فيها من قضايا وخلافات، كما أنه أشد اهتماما بمضامين الكلام منه بصوره وصنوفه وبالقواعد الصورية التي تحكم العلاقات القائمة بين عباراته، ولعل التفكير الناقد بهذا المعنى منطق أقرب إلى عموم الناس، وأكثر صلة بشؤونهم، وأحرص على تبنيهم أساليب تفكّر عقلانية.
ولهذا السبب لا يسعى هذا الكتاب فحسب إلى إكساب قرائه حساسة منطقية تمكّنهم من تقويم ما يصوغون أو يعرضون له من استدلالات، بل يحاول أيضا إكسابهم حساسات لا يعني المنطق الصوري كثيرا بإكسابها؛ حساسة مفهومية تصقل قدرتهم على التمييز بين المفاهيم المتقاربة، وحساسة لغوية تجعلهم قادرين على استشعار مواطن الاختلاف بين الأحكام المتشابهة.
وبسبب اهتمامه بالمحتويات والمضامين، في مقابل الصور والأشكال، يستجيب التفكير الناقد لشكوى مكرورة من أن المقررات التي تُدرّس في المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها لا تكاد تمتّ بوشيجة إلى صروف الحياة اليومية. والحال أن دراسة التفكير الناقد تسهم في تعزيز مهارات ذهنية ذات استخدامات فعّالة وواسعة النطاق.