متابعات

ايها الصارخُ بين نوافير الخَلْق

ملف حول الراحل.. صلاح عجينة

إعداد الشاعر: عبدالحكيم كشاد

الراحل صلاح عجينة

“ايها الصارخُ بين نوافير الخَلْق”

عبد الحكيم كشاد

كنا نحتار كيف نصنّفهُ!. وهو يضحك ..ويضحك دائما من جمع ائتلافاتنا حوله ,لعل عن قصورنا في فهمه. وبسخرية يتقنُها ،كأحد الساخرين الكبار- رغم عمره الذي يكاد يتجاوز الثلاثين !- ينظر الينا بدعابة, وشبه ابتسامة لا تفارق وجهه” للعين موهبة مخلّقة “هكذا اتخيل هذا الشاب الوسيم ابن مدينة الزاوية الذي مر بيننا ,في فترة مربكة, منذ ان اقترب من الوسط الثقافي . ولعله ادرك مهازل ما مرت به الثقافة الليبية ..وصّناعها. حيث صانع تلك الثقافة بائعها”هذه خيبة “!. وبدأ يتحسس قلمه.” سيشهد النخيل تغريدا غريبا وحادا ” “وستفكر ملء الخلايا ملء الارض “وبدأ طموحاً , بما يكفي, لأن يكون مستفزا للبعض !و الذين لا يطيقون مشاكساته كثيرون. ورأى ما رأى!”فضاء حزين كلماته بلا حروف !” !ويبدأ بأطلاق سخرياته اللاذعة فيمن يكتشف فجاجتهم “الضوء ضوء والجنادب هي الجنادب “! وربما انقذته في بعض المواقف دماثته, وبداهة تخلّصه !. واشهد أني كنت أحبه لأنه كان دمثا… بما يملك من تلك النظرة التي يعرف بها الانسان .كان واضحا لحد الغموض لذلك حرنا كيف نصنّفه ؟! مات العابث بإئتلافاتنا, وتركنا نحلُّ عقدنا, ونربطها حوله .مات صلاح عجينة وهو ينأى بمرضه,-وتلك خيبة اخرى -ولا يتكلم.. كأنه يخشى آلامنا ,مشفق علينا ,او هو يحررنا من مرضه ” يالهذا التعب الماجن حد الخيبة “.رغبته تحولت في دائرة الحصار, الى أن يرى العالم اكثر, فتسارع فيه نبض السفر .يريد أن يملأ عينيه من عالم يغادره”للغياب حرقة جاثية وأنتظار. وريثما تتألم اكثر ستقول :أقداحك المسفوكة هدرا اين تروح؟وانت تثب من حزن الى حزن “!وهكذا كان حتى آخر لحظة .لم يهزمه المرض .وان كان الموت قدرا ,فهزيمة االمرض, موت قبل الموت. وانّى له…..؟ السخرية هذه المرة كانت امّر ,والتحدي اكبر .كثيرا كان هذا العابر على نفسه. لعله… الآن تحرر, وسبقنا، كعادته الى نبع آخر اصطفاه .

” ايها الصارخ بين نوافير الخلق “

” بلا موعد ولدت .. بلا موعد تموت أبداً “

____________________________

هامش : كل مابين القوسين مقاطع من قصيدة “من سيرة التعب والكلام ” للشاعر صلاح عجينة

*****

قالوا عنه :

آخر الذاهبين الى السماء ..” صلاح عجينة “يرحل ويترك شطر بيت مكسور, بالغصص اردده ..” آذناً بميلادك في شراييني ” ياليبيا شاعر شاب, أضناه الورم, فانطلقت لروحه الى خالقها .

” حسام الوحيشي “

 ***

بعيدا عن الاضواء هناك . يختفي الظل المواجه للشمس . الشمس التي كانت تتوهج بروح التمرد, وصدق التفرد, روح المشاكس, الذي يثير فينا الاهتمام برأيه ,ومجادلته ……. نم قرير العين بين ما تحمله يداك …بعيداً عن الشمس …حيث يختفي الظل

” مراد الجليدي “

***

بالأمس, غادرتنا روح أشبه بروح الملائكة, التي يمنحها الله للاطفال . فياله من أمس كئيب يدثره الحزن !

“مصطفى حمودة “

***

في اليوم الثاني لوصولي دبي علمت بالخبر العاصف المتعلق بغياب الحبيب “صلاح عجينة ” انا لله وانا اليه راجعون “

” المنصف المزغني “

***

أقفلت الباب خلفك باكراً

ولم تلتفت

ولم تهمس

استعجلت الخروج , وبعدُ في القلم ألف قصيدة,

ورواية لن تكون أختها

وقراءة مغايرة لما تعودناه .

وعرفت أنك لن تعود

ففي كل مرة كنت تخرج,كنت تترك شقاً يقود الى مكانك

وصفحة بيضاء للتعليق.

كنت َسريعاً

فصعدت

كنتَ مشاكساً

فمرقت .

أقفلت الباب خلفك,دون أن تقول وداعا .

” رامز النويصري “

مقالات ذات علاقة

أمسية تُحيي ذاكرة الشعر الليبي

مهنّد سليمان

لمحات تاريخية عن قبر الجندي المجهول ببيت نويجي

مهند سليمان

جادو تحيي الذكرى 22 لرحيل الأديب سعيد السيفاو

المشرف العام

3 تعليقات

حنان محفوظ 4 أكتوبر, 2012 at 13:56

الكاتب الصحفي عبد الحكيم كشاد

رد
حنان محفوظ 4 أكتوبر, 2012 at 14:09

أخي المحترم الكاتب عبد الحكيم كشاد أود أن أعزيكم في الفقيد وأنوه إن ماكتبه الزميل مراد الجليدي هي كلمات من وحي قلمي المتواضع كنت قد نشرته علي صفحتي في الفيس بوك .
اللهم تغمد فقيد المشهد الثقافي الليبي الكاتب صلاح عجينة بالرحمة والمغفرة وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
حنان محفوظ

رد
عبد الحكيم كشاد 6 أكتوبر, 2012 at 05:17

الشاعرة الرقيقة ” حنان محفوظ” أولا عزاؤنا جميعاً بالفقيد الذي مكانه في قلوبنا… نقول : مرحى لعمر انقضى .. وموت لم يتحقق ! ثانياً نشرت فيما نشرت من كلمات المصاحبة للمقال المتواضع بإذن من اصحابها من أصدقائي الشعراء بإستثناء الكلمات التي كان ظني أن مراد كتبها ! والحقيقة أن مراد لم يسئل عن ذلك . من هنا كان الألتباس . فارجو أن تتقبلي اعتذاري الجميل جمال روحك ولك مني كل احترام .

رد

اترك تعليق