كل ما لنا بدأ يتأهب للسفر
الكتب التي علمتنا المعرفة
البيوت التي استضافتنا
وانتشرنا في أركانها
الليالي التي سخرناها
وفعلنا في ظلمتها أسرارنا
النهارات التي أفاقت ولم بحدنا
تبددنا من ضرعها
كما لو أننا لبن مر
أصواتنا تعالت
جاءت من جهات عديدة
من الجبال الصلعاء المتوجة بالضجر
من أحراش اشتعلت حين عبرناها
أصواتنا التي اختلطت
بصراخ باعة الكلام المسلوق،
ومداعبات السكارى العميان
أولئك الملتحين
الذين يقطعون الطرقات
فيما ألوانهم
تسقط من ملابسهم
غزيرة على الأسفلت
المساء الذي أحببناه بصعوبة
كان يترصدنا
حيث كنا نؤجل
الطريق المنفلت من أوهامنا ونعبر
حيث الوسائد التي سالت عليها رغباتنا
النوافذ التي أشرعناها
لهواء اعتقدناه طلقا.
الأبواب التي خرجنا منها
ونحن نقول:
تصبحون على خير
كنا نظن
أن القطارات ستنتظر
ريثما نستعد على الأقل.
فكرنا باللجوء الى حيلة:
أن نعتقد مثلا أن أرواحنا معنا.
كنا نظن
أن الأبواب يمكن أن نحكم إغلاقها
وألواننا لا تشبه القيظ
طرقاتنا يتفشى في عروقها العطب
كنا نظن
أن الظنون تهمة أو اعتقاد
لقد أسأنا الظن كثيرا
والظنون كذبة مثل أرواحنا
المنشور السابق
المنشور التالي
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك