أطلق الكاتب الليبي “عبدالمنعم سبيطة” مشروعا لتوثيق صور ملامح ووجوه شخصيات تاريخية، وذلك بالتعاون مع عدد من رسامي البورتريه الليبيين.
وللحديث أكثر عن هذا المشروع، الطيوب التقت الكاتب “عبدالمنعم سبيطة”، الذي قال في مستهل حديثه: بدأت الفكرة مع بداياتي منذ أقل من سنة في ترجمة كتاب أميريكي بعنوان (توماس جيفرسون و قراصنة طرابلس) الذي صدر منذ سنتين لمؤلفه براين كليميد ودون ييقير، واحتل صدارة أفضل مبيعات نيويورك تايمز، واقتربت من ترجمة معظم فصوله و لم يبقى إلا بضع شهور لتكتمل الترجمة واجراءاتها القانونية مع المولف والناشر، والكتاب جل مصادره وثائق الخارجية الأمريكية والكونغرس والبحرية وبه بعض بورتريهات للشخصيات الأمريكية الفاعلة في حرب أمريكا مع طرابلس، وفي المقابل تنعدم الوثائق الليبية وتغيب ملامح وأزياء الشخصيات الليبية بما فيهم يوسف باشا القرمانلي ووزيره الدغيس وأميرال بحريته رايس مراد و باقي رياسة البحرية الطرابلسية مثل محمد أغا بن نابي الشهير بزريق والرايس عمر الشلي ورايس المرسى مصطفى قرجي وأم يوسف الللة حلومة وشخصيات أخرى من فصول أخرى من تاريخنا القديم والوسيط قبل زمن الصورة”.
بورتريهات تجسد بالتخيل
وأضاف سبيطات: كان الفنان التشكيلي الدكتور “صلاح الشاردة” أول من استجاب لدعوتي ورسم بورتريه صغير ليوسف باشا ويعمل على إنهاء بورتريه أكبر لذات الشخصية، بناء على عديد النصوص التاريخية التي وصفت ملامحه وشخصيته وزيه وبلاطه بالاستعانة بصور فوتوغرافية تعود إلى بعض الأحفاد المباشرين ليوسف باشا. ورسم صلاح أول بورتريه مدروس مركزا فيه على كل قسوته وهيبته ومخفيا متعمدا بعض قسمات وجهه الجميل فنحن إذ نذكره فإننا ننصفه رغم كل أخطائه، ثم رسم بورتريه للرايس زريق ومن بعد رسم الفنان “جمال دعوب” بورتريه للوزيز الدغيس، و مازال العمل يتتابع.
غياب الصورة
ومن جهته بين التشكيلي “جمال دعوب”: شكرا للاهتمام كانت الفكرة من السيد عبدالمنعم سبيطة وذلك لهتمامه بالتاريخ الليبي وخصوصا الطرابلسي وتسجيل الأحداث التي حدثث في الفترة القرهمانلية التي حكمت ليبيا ونظرا لأهمية حرب السنوات الأربعة وما كان فيها من أحداث وتغيرات إقليمية ودولية ونظرا لغياب الصور والتي تسجل تلك الفترة من هنا طرح سبيطة الفكرة وكان الفنان “صلاح الشاردة” وهو صديق أكن له كل الاحترام، هو أول الفنانين الذين تجابوا مع الفكرة حيث قام برسم تخايلي للباشا يوسف القره مانلي ودعاني للمساهمة في إنجاح هذا العمل وتلبية لدعوته الكريمة شرعت في البحث والاطلاع على المراجع والوثائق التاريخية والبحث عن بعض الصور التي جسدت تلك الشخصيات من قبل الرسامين الأجانب الذين رصدت أناملهم بعض تلك المشاهد ووثقت بعضا من ملامحها وخصوصا المعارك البحرية بين الليبيين والأسطول الأمريكي وكانت أول صورة ارسمها بناء على المراجع للسيد الدغيس وهو كبير الوزراء ليوسف باشا وهو من الشخصيات الوطنية، والآن مازال العمل مستمر لرسم بعض الشخصيات وسيعلن عنها في حينها ليكون مرجعا تاريخيا لبلدنا الحبيبة.