كيف كان محراثكَ الصغير ؟!
يختصرُ المسافة بين اللقمة
وفم الجائع
دون أن يتناسل في مساربه
تجار ومرابون.
كيف كان بوحكَ في ليالي
الصقيع
يختصرُ خفق القلوب
ويوصدُ باب الخيبة
وينزعُ عن الأشباح
جبتها.
كيف كان صوتِ مزماركَ
يتدفق سحراً
كمياه بئر زقدر *
الذي لم تفترسه الملوحة
ولم تطمره الرمال.
كيف كان لرصاصتكَ
أن تتطاولَ على الأشباه
وتغفو في بندقيتكَ العتيقة
على وقع أمل أصيل
وفي انتظار يومٍ مختلف.
ياجدي.
كيف كان دعاؤك الطويل
يفتحُ نوافذ الصباح
ويكسرُ مرارة الوقت!
____________________________________
* بئر زقدر : بئر في أرض الأجداد علي شاطئ المتوسط ، مازال يحتفظ بحلاوة مائه رغم قربه من البحر.