جاء من مدينته شحات إلى مدينته طرابلس حاملاً ومحملاً بروعة ليبيا، أمس الأحد الثامن من شهر يوليو هو اليوم الرابع، وقبل الأخير من أيام معرض (وصال)، للفنان التشكيلي (عبد الله سعيد)، الذي تنظمه مؤسسة ورق للفنون.
المعرض ضم (18) منحوتة خشبية.. (وصال) اسم موفق وجميل ومعبر، لمعرض منحوتات خشبية زاخر بالتفاصيل وغني بالمعاني ومحاط بالروعة، روعة عصامية هذا الفنان وإبداعاته، وروعة تواصل الليبيين.
الفنان (عبد الله سعيد)، جاء حاملاً ومحملاً بروعة ليبيا، جاء من مدينته (شحات)، حيث ربوع الطبيعة والجمال والآثار والحضارة، وجاء إلى مدينته (طرابلس)، حيث ملتقى تواصل الليبيين والتاريخ والعراقة والثقافة والفنون، ليعرض بين جنبات دار حسن الفقيه حسن للفنون، بالمدينة القديمة بطرابلس، مشغولات يدوية نحثها من خشب العرعر والصنوبر والسرو والجوز والموقن، متكئا في تجسيدها على أفكاره وأحاسيسه وتطلعاته وخيالاته، ومستعينا إلى جانب أدوات شغله، بتعلقه بالطبيعة وشغفه بالنحت، فناً وثقافة ورسالة، ورافداً للعيش الكريم.
برعت أنامل (عبد الله سعيد) في إعادة الحياة إلى خشب هوت به عوامل الطبيعة، وأبدع في رسمه وتشكيله واستنطاقه، مازجاً في أعمال النحت بين أساليب (الانحناء والانسياب والالتواء والتجويف والبروز)، منتجاً بعد أيام وأسابيع وربما أشهر، قطعاً إبداعية، تتفاوت وتتناغم، تتقارب وتتباعد في أحجامها وملامحها ومحاكاتها، للزمان والمكان، وتتقاسم وتستشرف المشترك الإنساني (ماضياً وحاضراً ومستقبلاً)، وتعكس من جهة تنوع وثراء الموروث الحضاري والثقافي والفني والتراثي لليبيا، وتضع من جهة أخرى بصمة الهوية الليبية بكل تجلياتها وخصوصياتها.
وأنت تمعن النظر، وتتفحص منحوتات الفنان (عبد الله سعيد)، تحاول أن تستكشف بوح كل منحوتة، وتجتهد في إسباغ اسم لمنحوتة هنا، ويلمع في راسك عنوان لمنحوتة هناك، وتفتح منحوتة أخرى شهيتك لطرح حزمة أسئلة على من أنجز أكثر من 100 منحوتة منذ عام 2011.