الطيوب
انتهت مساء اليوم، أعمال المؤتمر الفكري (ثقافة التنوع في مواجهة العنف)، والتي أقيمت على مدار يومين بالعاصمة العراقية بغداد، المصاحبة لاجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في محور (التنوع الثقافي ورهانات التواصل).
الندوة انطلقت الساعة 04:00 مساءً، بإدارة كل من الدكتور “علي الحداد” والدكتور “أحمد الزبيدي”. بعد الترحيب بالحضور والمشاركين في هذه الجلسة، بدأ تقديم الورقات.
الورقة الأولى قدمن قبل الباحث “خميس بن راشد العدوي”، من عُمان، وجاءت الورقة في موضوعة فلسفة التنوع. بدأت الورقة بمجموعة تعريفات، وأقرت أن التنوع الثقافي هو الطبيعة، والإطار العام للحياة، وتعرضت الورقة إلى ضرورة التنوع الثقافي، لأنه الجبلة التي خلق الله عليها الإنسان، وأنه أمر حتمي. ومن ثم تطرقت إلى علاقته بالدين، والتاريخ، والفلسفة، والهوية، والمواطن،… ، وتوقف الباحث عند علاقة التنوع الثقافي بالدين، موضحاً الفهم الخاطئ لهذه المسألة.
الورقة الثانية جاءت من العراق، للدكتور “عقيل مهدي”، وورقة بعنوان (البديل الثقافي). حيث يرى الباحث أن التنوع الثقافي يعتمد على الانفتاح والإرهاب يعتمد على الإقصاء، والبديل هو تغيير الثقافة السائدة، بإظهار الصور الحضارية، والعمل من خلال الإعلام، وإعادة تقديم صورة الدين بالشكل الصحيح، واختار الباحث مصطلح (الثقافة البيضاء) في مقابل ثقافة البارانويا والدماء، للمضي قدماً في عملية التغيير الثقافي.
من السودان، قدم الدكتور “عبدالقادر أحمد سعد”، ورقة عن التنوع الثقافي ورهانات التوصل. حيث أكد الباحث إن تنوع ثقافة ما، وانفتاحها هو علامة تميز. وهو يرى أن عدم وجود مؤسسات ثقافية متخصصة، أو قصورها، جعلنا نتأخر عن فهم جوانبنا الثقافية للمجتمعات العربية. وأن الإحياء الثقافي والدعوة إليه يحتاج إلى عمل حقيقي لفهم هذا التنوع، لصياغة الإنسان المثقف المبدع، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على إنتاجية الفرد، وسعادته.
الدكتور “علي المرهج”، من العراق، في الورقة الرابعة، تحدث عن القوى الناعمة. القوى الناعمة هو مصطلح أطلقه المفكر “جوزيف ناي”، والذي يؤكد على مفهوم التلاقح الثقافي، للخروج بنمط ثقافي أو تفكيري، خاصة ونحن نعيش مفهوم العولمة والعالم القرية الصغيرة، وهي تقابل التنوع الثقافي. وبين الباحث أن العالم يحفل بالكثير من أمثلة القوى الناعمة، التي تعتمد على التنوع والتبادل الثقافي، وما يعرف حديثاً بالدبلوماسية الثقافية. والهدف استخدام هذه القوى الناعمة على مواجهة ثقافة العنف، وبشكل خاص فئة الشباب، وتفعيل حضورها.
خامس الورقات المشاركة، قدمتها الدكتورة “نادية الهناوي”، من العراق، عن التنوع الثقافي كرأسمال. حيث تركز أن التنوع الثقافي يسعى إلى التعدد، بالتالي كيف يمكن استثمار هذا التنوع كرأسمال، بعيداً عن ثقافة النبذ والعنف. وركزت الباحثة على ضرورة التعامل مع مصطلح التنوع الثقافي من جانب علمي، الأمر الذي سيمكننا من تحويل هذا التنوع إلى استثمار، يصب في اتجاهين؛ الهوامش الثقافية، والعبر الثقافي.
الباحث “محمد المي”، من تونس، قدم الورقة السادسة والتي تتحدث عن العنف ومعانيه الحافه. بدأ الباحث ورقته بالبحث في معنى العنف، وخرج منه بأن العنف والقوة متلازمان، وأن القوة لوحدها ليست عنفاً. وركز الباحث على العلاقة بين العنف والقوة، والتي تناولها بشكل يغطي أكثر من جانب، وعلى أكثر من مستوى. وخلص إلى أن العنف أو الإرهاب لا يمكن أن يقيم نظاماً.
خاتمة الأوراق للباحث “محمد الأمين”، من موريتانيا، وبحث بعنوان الاليات الناعمة لمواجهة ثقافة العنف. وركز الباحث على آثار ثقافة العنف على المجتمعات العربية، في غياب: الدور التربوي التحصيني، والثقافات والمعتقدات التي تؤثر في الفرد، المستوى الاقتصادي، العنف الممارس من السلطة.
في ختام الورقات، أعلن عن ختام الجلسة، وانتهاء المؤتمر الفكري. وأعلن الدكتور “أحمد الزبيدي”، مدير تحرير مجلة (الأديب العراقي)، عزم مجلة تخصيص عددها القادم للبحوث المقدمة في هذا المؤتمر الفكري، وأن الدعوة موجهة للباحثين لتقديم وإرسال أوراقهم البحثية للمجلة.