من أعمال التشكيلية خلود الزوي.
طيوب النص

عن إنسانة لا يمكن أن أفقد إيماني بها

من أعمال التشكيلية خلود الزوي.
من أعمال التشكيلية خلود الزوي.

حبنا تخلص من كل ما هو زائد. تخلصنا من الشك في لغة الحب القديمة. تخلصنا من الكلمات الكبيرة، الغامضة، المهمة والتي لا تقبل إلا بعلاقة قمة في النظافة. تخلصنا من كل ذلك لأن الحب يستكمل نقصه باليومي، والمبتذل ، وعدم تفحص كل شيء بدقة العلماء. تخلصنا من الرفع من قيمة التجريب.

التجريب جميل وناعم لكن لا يعرف الحدود ، وهو بالرغم من كل جماله يبقى  فن إبداع ما لا يدوم فعلاً، تخلصنا من الصمت الذي يشبه دعوة إلى الأرواح الشريرة كي تشارك في العلاقة، واخترنا لذة الحديث المُعدية كنوع من تميمة تجلب خصوبة الكلام وتجعل الضجر كذبة مفضوحة.

لا أدري كيف فجأة وجدت نفسي على مقربة بضع خطوات من إنسانة لا يمكن أن أفقد إيماني بها، كيف يمكن أن أفقد إيماني بامرأة تعلمت كيف تبتلع القبح في حياتها وهي مبتسمة ، امرأة شعر كل من وقع في غرامها من الرجال أنها ضيف سيرحل بعد قليل ، لأنها تنظر إليهم  كتمرين يجب أن نلعب فيه مع الوحوش في غرف غير مضاءة بفن الحب ، بل بمجرد الحب. غرف يرى الرجال النساء فيها من الزاوية الخطأ بسبب عتمة الأنانية.

امرأة  تفهم جيدا أن محاسبتها لمن أحبوها ما هي إلا محاسبة للجنس البشري كله وتفهم بورع حميم أن هذا النوع من المحاسبة هو الجزء المضحك في الحب، لهذا لا يصيب قلبها العطب وهي تزرع حديقة بأسماء من أحبتهم ، ومن أحبوها جميعا.

امرأة تعرف جيدا كيف تزيد مساحة الرفاهية في علاقتنا من خلال إقناعي بأن من أحبتهم وأحبوها ليسوا خصومي بل زملاء حب، و أنهم  مجرد إجازات و أعياد تمر بسرعة، حين تضع رأسها على الوسادة تراني وأنا أعانقهم بطريقة تحض على البكاء فتبتسم و تنام بشكل جيد، تعرف كيف تزيد مساحة الرفاهية في علاقتنا من خلال استعارة جواربي والسير بروعة الخطوة تلو الأخرى نحو فظاعات لا تعد ولا تحصى نقترفها أنا وهي بشكل فطري ولا نحاول فطم أنفسنا عنها .

هي الوحيدة التي لا يمكن أن أفقد إيماني بها ،  أنا الوحيد الذي يمتلك شجاعة أن يجمع حبها له من داخل قلوب ومن فوق أجساد زملائي الجالسين بكسل في حديقتها الجميلة.

مقالات ذات علاقة

قمح المنافي

المشرف العام

المرة الأولى

الصديق بودوارة

شتاء آخر أم أخير؟

جمعة بوكليب

اترك تعليق