الطيوب
يحتفل محرك البحث جوجل اليوم، بالذكرى الـ81 لميلاد الكاتبة والمناضلة الجزائرية “آسيا جبار“، والتى ولدت فى 30 يونيو للعام 1936 بمدينة شرشال بالجزائر، واسمها الحقيقى هو “فاطمة الزهراء إيملحاين”. وعرفت بمناضلتها ضد الاستعمار الفرنسى وكذلك قضية حرية المرأة فى المجتمعات الشرقية، بل وقد واجهت الكاتبة آسيا جبار مضايقات من الحكومات المتتالية فى الجزائر، حتى أن بعد وفاتها ثارت موجة غضب ضد حكومة بوتفليقة بسبب عدم المسارعة فى نقل جثمانها من فرنسا.
تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية بمسقط رأسها شرشال، قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية، ثم البليدة فالجزائر العاصمة. شجعها والدها الذي تقول عنه بأنه (رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية). تابعت دراستها في فرنسا حيث شاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر.
خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان «العطش» (1957) ولم تتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية «نافذة الصبر» 1958. بعد استقلال الجزائر توزعت جبار بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة والعمل في جريدة المجاهد، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي.
وفي عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس (وليد قرن) الذي ألف معها رواية (أحمر لون الفجر) وانتقلت للعيش في سويسرا ثم عملت مراسلة صحفية في تونس. ولكن زواجها واجهته مصاعب عديدة فانتهى زواجها بالطلاق عام 1975.
لم تزر الجزائر سوى مرة واحدة خلال النزاع الدامي الذي شهدته التسعينات بين قوات الامن والجماعات الإسلامية المسلحة لتشييع جنازة والدها الذي كان مدرسا. وتزوجت آسيا جبار بعد أن طلقت في 1975، من جديد مع الشاعر والكاتب الجزائري عبد المالك علولة.
هاجرت إلى فرنسا عام 1980 حيث بدأت بكتابة رباعيتها الروائية المعروفة، التي تجلى فيها فنها الروائي وفرضها كصوت من أبرز الكتاب الفرنكوفونيين. واختارت شخصيات رواياتها تلك من العالم النسائي فمزجت بين الذاكرة والتاريخ. من رواية «نساء الجزائر» إلى رواية «ظل السلطانة» ثم «الحب والفنتازيا» و«بعيداً عن المدينة».
في أوج الحرب الأهلية التي هزت الجزائر كتبت عن الموت أعمالاً روائية أخرى منها: «الجزائر البيضاء» و«وهران… لغة ميتة». وبعيداً من مناخات الحرب، بل ومن أجواء الحبّ المتخيّل، كتبت رواية «ليالي ستراسبورغ». وهي لم تكتب هذه الرواية هرباً من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر، وإنما كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، بحسب تعبيرها.
كما كانت آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955 م، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا، وفي 16 يونيو 2005 تم انتخابها عضواً في أكاديمية اللغة الفرنسية، وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، حيث تعتبر أول شخصية من بلاد المغرب والعالم العربي تصل لهذا المنصب.
كانت جبار بروفسيرة الأدب الفرنكفوني في جامعة نيويورك. وقد رشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب عام 2009. توفيت آسيا جبار يوم السبت 7 فبراير 2015 في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس ودفنت في مسقط رأسها شرشال (غرب الجزائر) تنفيذاً لوصيتها.
في العام 2015، أطلقت الوكالة الوطنية للاتصال والنشر بالجزائر (جائزة آسيا جبار)، وهي جائزة أدبية خاصة بالرواية، بمناسبة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، وهي جائزة وتمنح سنويا لثلاث أفضل روايات جزائرية مكتوبة باللغات العربية، الفرنسية، والأمازيغية.