شخصيات

شهيدة بنغازي .. سلوى بوقعيقيص

(لم نكن نحلم، مجرد الحلم، بأن تنجح انتفاضتنا بهذه السرعة. وعلينا الآن أن نبدأ من الصفر. لقد دمر القذافي كل مؤسساتنا ولم يترك سوى الخوف في الحكم)

الناشطة والحقوقية سلوى بوقعيقيص

زهرة بنغازي، وأيقونة الثورة، عرف عنها شجاعتها وإخلاصها، وعملها من أجل ليبيا، خاصة بعد انطلاق حراك 17 فبراير في 2011، لتكون أحد الأعضاء المؤسسين للمجلس الوطني الانتقالي.

ولدت الشهيدة “سلوى سعيد بوقعيقيص” في مدينة بنغازي، في الـ24 أبريل للعام 1963، حيث ترعرعت ونشأت، ودرست بها، حتى تاريخ حصولها على ليسانس القانون من جامعة بنغازي وامتهنها المحاماة. حيث نشطت في الدفاع عن حقوق الإنسان.

الناشطة والحقوقية سلوى بوقعيقيص

إبان ثورة 17 فبراير، كانت أحد الأعضاء المؤسسين للمجلس الوطني الانتقالي، كذلك كانت من مؤسسي (ائتلاف 17 فبراير) في بنغازي رفقة آخرين بينهم الناشط المغتال “عبد السلام المسماري” وهو الجسم الذي كان يُدير شؤون بنغازي وقت الثورة.

نشطت الراحلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص عبر حسابها على الفيسبوك، الذي كانت تنشر من خلاله آرائها، وتناقش فيها القضايا المحلية، كما لعبت دور المواطن الصحفي من خلال نقلها ورصدها لأحداث الشارع في مدينة بنغازي.

الناشطة والحقوقية سلوى بوقعيقيص

في أغسطس 2013، وتحديداً في الـ25 منه؛ صدر قرار بشأن إنشاء الهيئة التحضيرية للحوار الوطني، برئاسة السيد “فضيل محمد الأمين”، وكانت “بوقعيقيص” أحد أعضاء هذه اللجنة، والتي كانت مهمتها الأساسية، العمل على تحقيق الحوار الأساسي المؤدي للوفاق الوطني وفقا للثوابت والرؤى الأساسية واستراتيجيا لإيجاد الإطار العام لذلك.

كانت “سلوى” تؤمن بالحوار، وبالعملية الديمقراطية كسبيل للخروج من الورطة التي صارت إليها ليبيا. وبصفتها نائب رئيس لجنة الإعداد لمبادرة الحوار الوطني، لم تتوقف قط عن الحشد من أجل هذا، والعمل بين الناس وفي الشارع.

في 25 يونيو للعام 2014، أجريت الانتخابات التشريعية لانتخاب مجلس النواب، وبالرغم من العملية العسكرية التي انطلق في بنغازي، في 16 مايو 2014، فتحت الدوائر الانتخابية أبوابها للناخبين.

في صباح ذلك اليوم، توجهت السيدة “سلوى بوقعيقيص” إلى مكتب الاقتراع ممارسة لحقها الانتخابي، حيث نشرت عبر حسابها على الفيسبوك صورها وهي تقوم بالإدلاء بصوتها.

الناشطة والحقوقية سلوى بوقعيقيص

ونظراً للظرف الأمني، عادت مباشرة إلى بيتها، لمتابعة الأحداث. فكانت ضيفة مباشرة على إحدى القنوات الفضائية، معلقة على الأحداث الجارية، لتقوم من بعد بنشر صور لبعض السيارات العسكرية القريبة من بيتها.

في مساء ذات اليوم، 25 يونيو 2014، أعلن عن وفاتها، متأثرة بإصابة مباشرة في الرأس نتيجة طلق ناري، بعد أن اقتحمت مجموعة من المسلحين بيتها الكائن بمنطقة الهواري، جنوب بنغازي، وقامت باختطاف زوجها السيد “عصام الغرياني”.

أثار اغتيال “سلوى بوقعيقيص” موجة كبيرة من الغضب والسخط، في عموم ليبيا، كيف لا وهي واحده من أبرز الشخصيات الحقوقية في مدينة بنغازي، وليبيا بشكلٍ عام، ولكن رغم أهمية الفقيدة إلا أن مقتلها أصبح لغزاً كبيراً لم يكشف عن تفاصيله بشكل واضح بعد.

مقالات ذات علاقة

الغيث الصغير الذي بهر الملك وقهر الفاشست

المشرف العام

عاشق الوطن.. سليمان كشلاف

رامز رمضان النويصري

الصادق النيهوم: ربع قرن على وفاة الباحث عن لصوص الإسلام

المشرف العام

اترك تعليق