وقائع آريتي الليبية بالجامعة الامريكية
جلوساً: خالد مطاوع – فاطمة غندور – ريم جبريل.
أستضاف مركز دراسات الترجمة بالجامعة الامريكية – قاعة أورينتال – بالقاهرة مساء الثلاثاء 44 أبريل مع ختام موسمه الثقافي، تقديما وعرضا لمشروع ترجمة الشعر العالمي (قصائد للحياة / حياتي تفتح عينيها) الذي أطلقته مؤسسة أريتي الليبية للثقافة والفنون. تضمنت الأمسية تعريفا بالمؤسسة وبمشاريعها وكذلك قراءة لبعض القصائد التي يتضمنها الكتاب الأول من هذا المشروع، جرى ذلك في حضور نوعي من طلاب وأساتذة قسم اللغة الانجليزية (للماجستير والدكتوراة)، كما صحفيين وأعلاميين مصريين، ونخبة من الليبين بالقاهرة منهم: مندوب ليبيا بجامعة الدول العربية صالح الشماخي، والمحامي عبد الحفيظ غوقة، والناشر هشام الفرجاني، والكاتب شكري السنكي، والكاتب الصحفي أحمد الفيتوري، والقانونية فريحه الفاضلي، والصحفية نهلة المهدي، والاستاذة بالاكاديمية العربية بالقاهرة ايناس قانه.
هذا وقد افتتحت الأمسية الثقافية الاستاذة سامية محرز مُؤسسة مركز دراسات الترجمة بالجامعة الامريكية إذ رحبت بالحضور الكريم وأشارت الى النشاط الذي شرع به المركز في استضافة كل عمل ابداعي يُعنى بنشر الثقافة وخلق صلة بين منتجنا العربي ومُنتج العالم، في اطار احترام الثقافات المتبادلة، ثم عرجت على أن استضافة مؤسسة آريتي اليوم يأتي في هذا الاطار دعما وقياما بالدور وخاصة أنها مبادرة ليبية تتقصد الشباب و تقاوم بفعالية وأمل رغم ما تموج به ليبيا مؤخرا، وعرجت ترحيبا بتعريف سيروي للحضور بمؤسسي ومقدمي هذا النشاط: الشاعر والمترجم خالد مطاوع، الفنانة التشكيلية ريم جبريل، الاعلامي الكبير علي احمد سالم، الكاتبة والاعلامية فاطمة غندور، ثم دعت ريم جبريل المديرة التنفيذية لآريتي لتعريف الحضور بمؤسسة آريتي للثقافة والفنون، ورفقة العرض المرئي (داتا شو) أخذت الفنانة ريم الحضور في رحلة راجعت مشاهد لنشاطات قدمتها المؤسسة بطرابلس وبنغازي كما ودعمها لمؤسسات ثقافية داخل البلاد، وختمت جبريل بأن الظروف التي سيطرت على المشهد 2014 أوقفت عمل المؤسسة الثقافي الفني، والذي سجل قبلها حضورا متنوعا في مجالات تشكيلية ومسرحية وسينمائية وموسيقية بعضها تشهده البلاد لأول مرة خاصة ما تقصد الشباب.
ثم قدمت ريم جبريل المنصة للشاعر والمترجم ومُؤسس آريتي خالد مطاوع لأطلاع الحضور على مستهدف الامسية وهو مشروع الترجمة كثقافة يجري تعريف الشباب بها، رفقة النصوص المحلية والعربية من مصر وليبيا وتونس والعراق وغيرهم، الذي اعتمدته المؤسسة كجزء من أهداف مشروعها، وعرف مطاوع المشروع بكونه: مشروع أساسه الشعر، متعدد الوسائط والفنون يهدف لتعزيز قيم الأبداع والتسامح عبر المشاركة التفاعلية مع الشباب، والفنانين الشباب خاصة، و المشروع يتضمن كتاب قصائد للحياة: قصائد للشباب، انثولوجية للشعر العالمي المعاصر، وهي اعمال لشعراء معاصرين من 40 بلدا حول العالم. والتي تُسهم في مجملها بتنمية وعيهم بتنوع الخبرة الإنسانية وتُشعرهُم بالتعاضد والتزامن أنسانيا وذائقة مع قضايا الآخرين في أنحاء العالم، وُزعت تشكيلة ” قصائد للحياة ” بين كل قارات العالم واجناسها وبالتساوي بين الشعراء الإناث والذكور، في متنها البساطة والإيجاز وطزاجة الافكار والصور و هي المعايير الأساسية التي تم بها اختيار قصائد الانثولوجية، وهي بالتالي متاحة للشباب بداية من المستوى التعليمي المتوسط. ستكون هذه المختارات مقدمة مبدئية إلى الشعر العالمي المعاصر يتمتع بها القراء الشعر المبتدئين وكذلك المتمرسين.، وستتاح كل تلك القصائد بعدد مئة نص في تسجيلات صوتية، وأعلن مطاوع أيضا عن جاهزية كتاب قصائد الشعراء الشباب ” شمس على نوافذ مغلقة ” الذين برزوا بعد ثورة فبراير 2011، وهو أصدار بمقدمة نقدية تتاح لأول مرة للتجربة الثقافية الشبابية الليبية كتبها الناقد الليبي أحمد الفيتوري.
وأفسح خالد مطاوع المايك للأعلامية فاطمة غندور التي سجلت بصوتها خمسين نصا شعريا أنثويا، كي تتحدث للحضور عن تجربتها مع القراءة و الميكرفون، وصلتها بالمشروع كونه أول تجربة ليبية ثقافية موجهة للشباب للأستماع لنصوص مترجمة متعددة الشعراء والشاعرات العالميين، غندور اعتبرت أن علاقتها بمكتبة أسسها والدها وأعمامها، كما واضطلاع والدها بتدريبها على القراءة الاذاعية بمدرستها الابتدائية مفتاحين أساسيين لهوايتها كقارئة (مذيعة ) وقد صارحت الحضور أنها بلغت عقدها الثالث في التعاطي مع تلك الهواية، وعن ما منتحهُ لها هذه القراءة للنصوص المترجمة قالت فاطمة: حين باشرت استلام كل النصوص قرأتها بشغف شديد خففت عني مرارة مغادرة بيتنا، مدينتي، وبلدي، .ولوهلة أولى داخلني وهم بساطة المعنى كما اللغة، والخيال، والايقاع، والصور،.. لكني حين أعدت القراءة في الباقة المشكلة من أكثر من بلد، بانت لي تلك المشاهد المكتنزة بصور حبلى بالكثير من السحر كما الوجع، فهل هي حيلة الشعر ما تكشفت لي وأنا أعيد القراءة متأملة النصوص وكما أبي، معي قلمي، في النصوص حضرت طفولة العالم المدهشة والموجعة في آن، سمعتُ أصواتا تقاوم الضياع والتضليل والفناء هربا من الموت، فهناك شاعرة ساخرة متوجعة قالت نصها فقُتلت، وأخرى باغتني صوتها كناي حزين في مكان معزول، أحداهن صرخت في وجهي تهجو دوامة الحياة و تفضح تسلط الانسان على اخيه الانسان، قوى مخربة تنبش أظافرها و تدهس بلا تمييز أو شفقة . لكنني تعلمت منهن، إذ يطلقن صوتهن شعرا ويرفضن الارتهان للخرس والعزلة والانهزام أزاء الحياة ووحشية الأخر..الشعر يمنحنا الامل أو كما قيل “الشعر حصان نافر في برية المخيلة، يشق العتمة ويصطاد الضوء!” فطوبى للشعراء وطوبى لمتذوقي الشعر ولسامعيه ايضا!
الاعلامية فاطمة غندور باشرت في الاعلان عن فقرة الاستماع عبر المنظومة الألكترونية الى الممثل العالمي والمخرج والأذاعي الكبير علي أحمد سالم وهو قاريء نصوص الشعراء العالميين، وتوالى استماع الحضور الى تسجيلاته ومنها: “عليك أن تمدح هذا العالم المكسور” للشاعر البولندي آدم زاغايفسكي، “أول حب”: جون كلير من انجلترا، “الحلزون”: شل سلفرستين، الولايات المتحدة وهي القصيدة التي نالت استحسانا متأملا في معانيها من الحضور فصفقوا فور انتهاء علي أحمد سالم من قراءتها، وكان أن أختتم بنص “أحلم” لشاعر الشباب علي صدقي عبد القادر والذي اثار ذكريات جميلة تتعلق بمدينة طرابلس.
وعاد خالد مطاوع مستلما للمنصة مقدما فاطمة غندور في قراءة حية لنصوص الشاعرات ومما قرأت غندور: ﺃولئك الذﻳن لا ﻳرقصوﻥ – غبراﯿﻴلا مستراﻝ (تشيلي)، قلبي: ريتا دوف الولايات المتحدة، بعض ﺍلناس: ﺭﻳتا ﺃنﻫﻴغنز (ﺃﻳرلندﺍ). وأختتمت الامسية د.سامية محرز مسؤلة مركز دراسات الترجمة شاكرة الحضور، ومؤسسة آريتي على هذا التواصل الثقافي العربي العالمي الذي يتقصد أن يُبلسم جراحنا ويُرجع لنا أنسانيتنا رُغما عن دعاة العنف والكراهية.