قصة

صَــــــــــــــــــــوْتٌ …!!

من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي

أشعرُ أنَّ صوتًا ما يناديني .. صوتًا حميمًا كأنَّنِي سمعتُهُ قبلُ .. أفتحُ البابَ .. يَدعوني .. أدخلُ .. يجذبُنِي إليهِ .. يستدنِيني رجلٌ يتوسَّطُ مرآتي .. يبتسمُ لي .. يستلطفني فأدنو منه .. أمضي نحوَهُ .. أقتربُ .. ألتصقُ بالمرآةِ .. يختفي .. يشدُّنِي إليهِ .. يتراجعُ إِلَيَّ .. يعودُ للْوِرَاءِ .. أَتْبَعُهُ للأَمَامِ .. أمشي .. أمشي .. أمشي.. أشعرُ أَنَّهُ غَادَرَنِي .. اِختفى تمامًا .. تَرَكَنِي في برزخيَّةٍ بينَ الشَّكِّ واليَقينِ .. بينَ الصَّحْوِ والمَنَامِ .. بينَ المشي والوقوفِ.. أمشي .. أُغادرُ المِرَآةَ .. الجِدَارَ ..

أُغَادِرُ البَيْتَ .. الشَّارِعَ .. المَدِينَةَ .. الوطَنَ .. القَارَّةَ .. أغادرُ الدُّنيا كلَّهَا .. ينفتحُ لي بابٌ آخرُ .. مرآةٌ أخرى تتجلَّى لي .. أرى الرَّجُلَ الغريبَ فيها .. أراني .. صوتُهُ الحِمِيمُ يعلو مُنَادِيًا عَلَيَّ .. عالمٌ آخَرُ يتبدَّى أمامي .. أَلِجُهُ .. أَجْتَازُهُ فَيَخْتَفِي الرَّجُلُ والصَّوْتُ والمِرْآةُ وَالبَابُ، وَأَخْتَفِي أنا أيضًا .. اِلْتَفَتُّ للوَرَاءِ .. لِلْمِرَآةِ وَالبَابِ وَالبَيْتِ ….

أدعو ملايينَ البشرِ لِيَلِجُوا البَابَ نفسَهُ ورائي .. أُنَادِيهُمْ بِصَوْتٍ حَمِيمٍ كَأَنَّهُم سِمُعُوهُ قبلاً : اِتْبَعُونِي ..!

اجدابيا/ 10/8/2014

مقالات ذات علاقة

الزواج في زمن الكارونا

حسين نصيب المالكي

ذاكرة زرقاء 7

هدى القرقني

كوابيس

المشرف العام

اترك تعليق