طيوب البراح

منزل معروض للبيع

من أعمال التشكيلية الأردنية مها الذويب
من أعمال التشكيلية الأردنية مها الذويب

في عطلة نهاية الأسبوع، تنظف الأريكة الجلدية وترتب خزانة الملابس.

كان مهووسًا بالنظافة، كان البيت يبدو مقلوبا رأسا على عقب، وكأنه منزل معروض للبيع.. كان يدقق في أدق التفاصيل، الأواني الفارغة، الخضروات المتعفنة! أظافر الأطفال، خربشات الحائط.. الملح في الطعام، موعد وصول الأطفال، فجأة باغتها صوته:

– هناك شعرات بيضاء، أنظري للمرآة!!؟؟

بين السؤال والإجابة، أمتد صمت رهيب، لسنوات مضت.. كانت تصفف شعرها كل أسبوع في الكوافير.. بيد مرتجفة أزاحت المكنسة من يدها، ووضعت يدها فوق شعرها، كان هناك شيئا ما هوى! نظرت إلى سقف المنزل، ثم انحنت واستنشقت كسيجارة كل حزنها في صمت

في اليوم التالي، حين عاد للمنزل، طرق الباب، بدى صوته غريبا، كأنه المالك الجديد للمنزل.. هناك بين الحقيقة والزيف، مساحة صغيرة فارغة.

مقالات ذات علاقة

فسيفـساء…!!

المشرف العام

تقيّد روح

المشرف العام

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

المشرف العام

اترك تعليق