طيوب عربية

الفصائل سقطت من عيون شعبنا!!

كرم الشبطي – فلسطين

من أعمال التشكيلية .. كنان الربيعي

على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية كانت الفصائل عنوان تشريف ومحبة للجميع والكل يفخر ويتفاخر ويريد أن يكون إبن تنظيم في أي حركة أو حزب ويسعى بنفسه لذلك من أجل أن يتأطر ويتنظم ويقوم بواجبه الوطني المقدس  إتجاه فلسطين رغم خلافات الأيديولوجيا الكبيرة بين بعضهم البعضهم ‘كانت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية تجمع وتوحد وتحتضن الجميع ومنذ تأسيس  تلك المرحلة فتحت الجبهات من كل مكان لتبقي على الصراع مفتوح مع العدو ولم تترك له مجال ليتنفس عبر إلحاق الأضرار به ويطول الحديث عن ذلك ‘وجميعنا يعلم كل هذا التاريخ المشرف من الأردن للبنان لسوريا والعراق ولليمن ومصر والجزائر وتونس وكل أنحاء الوطن العربي كان هناك نشاط فعلي ولم يقتصر على ذلك فقط  بل تحول لكل البقاع في زواريب هذا الكوكب من أجل الدفاع ورفع الراية الحق لتثبيت حقنا أولا ومن ثم ننطلق للعالم بعمليات تعريف تعرف هويتنا وماذا حدث في هذه المنطقة وكيف اغتصبت فلسطين واحتلت بالكامل عبر النكبة ومن ثم النكسة ولم يهدأ النبض الثوري أبدا  رغم كل ذلك من ألم يسكن العربي الحر فينا والفلسطيني بوجه الخصوص ينتابه حزن التاريخ الساكن في قلب الروح والحياة بما تتطلب حرية وكرامة للانسان أينما وجد وعبر المخيمات 

وكثيرا ما وقعنا مع أنظمة وغيرها أرهقت بوصلتنا وهنا مرحلة سجال تدور في الفكر وعبر الدراسات الحقيقية وأين أخطأنا وأين أصبنا فيها ؟وهنا لا ندعي الملائكية والكل يخطيء فينا ولكن الأمر كان يعالج في بيت واحد وهذا يسطر معاني الوفاء للتضحيات والعطاء

ومع ظهور الحركات الإسلامية والإعلان عن نفسها في بداية الانتفاضة الأولي مرحلة تغير كبيرة طرأت في نهج الصراع الطويل والممتد جدا

ولم تكن بنفس الإتجاه ولأنها لم تدخل البيت الفلسطيني عبر بوابة المنظمة وما زالت ترفض هذا الأمر حتى الآن ولها أجندات خاصة بها وهي تستدعي كتابة أكثر من كتاب لمن يتعمق بها ويعلم تاريخها ونشأتها وكيف تطورت فيما بعد ولا ننكر أنها قامت بدور كبير جدا جذب تعاطف الكثير من شعبنا وباتت قوة كبيرة اليوم وعلى عكس كل فصائل المنظمة وهي  في  حالة تراجع كبير وهذا بدأ فعليا منذ الدخول  في المفاوضات وما تلاها من اتفاقيات ومؤتمرات من مدريد لاوسلو وقدوم السلطة الفلسطينية لغزة واريحا في البدايات وعبر هذه المرحلة حدث انقسامات كبيرة على صعيد الجميع ولا نستثني أحد منها وأنتجت رايات جديدة ومسميات أخرى خارج عن كل إطار ونادر من حافظ على نفسه رغم الصعاب والملاحقات والمناكفات وسيطرت أجواء من الهدوء نوعا ما بعد عمليات في أرضنا الفلسطينية وفي عمق ومقتل العدو كما حدث في كل مدينة كبيرة ولم نتوقف هنا كثيرا وكان الأمر مسيطر عليه حسب تناغم وإن كان في بعضه عدم تقدير حسابات دقيقة بمعنى وضع الوطن في العين’ ويجب دراسة ما يحدث من تحولات سواء علينا أو على عدونا ولكن بكل أسف! كثيرا ما يضعون بين نصابهم مصلحتهم  وهذا مزق الكثير من أوراق اللعبة وإن كنا في المعارضة أو ضمن من وافق على كل الترتيبات المتلاحقة فيما بعد بملحقات الاتفاقيات والتفاهمات حتى وصلت لطريق مسدود وقامت الانتفاضة الثانية وكانت مرحلة من بدايتها تنذر بتغير كبير على الساحة الفلسطينية ونشأت هنا حركات جديدة باسم المقاومة إضافة للكل من الأحزاب والحركات وعددها يفوق العشرات والعشرات ولا أعلم قد تكون وصلت المائة عبر تسجيل كل من  انشأ حزب وحركة وراية من خلال مجموعات وغيرها من التكتلات بصراحة العبارة ولم يتوقف الأمر بعد! بل زاد سوء أكثر من قبل !وتوج بانقلاب ومن  ثم تغير لانقسام ومحاصصة بينهما على ادارة الأزمات بعد معارك وسنوات من العذاب لشعبنا في غزة تحديدا وفي الضفة جدار أكل مساحات كبيرة ‘ونستمر في طرح بعض الأحداث حتى وصلنا لادارة ترامب ونقل السفارة للقدس  وتخبط بعض الأنظمة باعلانها إقامة علاقات مع المحتل وبشكل علني وليس سري كما كان سابقا وثورة الربيع العربي أضرت بنا أكثر مما غيرت بشكل عام ولأنها مبرمجة من عدو واستخبارات عالمية لا تريد لهذه المنطقة أن تستقر يوما وطبعا خدمة لمن !؟أحضروها وكبروها لتتحكم بكل موارد العقل والخيرات ولا يوجد غيرها بمفهوم الصه! يونية وهي تدرس كل شيء وتنجح في الأكثر ويجب أن نعترف بذلك كي نتحقق ونعلم كيف نواجه واليوم بتنا بين المطرقة والسندان على جميع الأصعدة بفقدان بوصلتنا وتفتيت ما يحيي قضيتنا من جديد ونحن ما زلنا نواجه كل هذا التهديد من صفقة القرن للضم’ لإنفصال غزة عن حضن الوطن! وبعد كل هذه المقدمة سنطرح السؤال لماذا عنونا المقال كذلك !الفصائل سقطت من عيون شعبنا

تحول القرار لشعب أعزل لا يملك شيء وهو ينتظر راتب أو معونة حسب ما وظف له وهذا أشد خطورة عندما أعفينا المحتل من كل ذلك وتحملنا المسؤولية كسلطة تقوم بحماية وجباية وهي لم تمتلك الكثير من أوراق المراوغة السياسية وشعبنا كان يدرك جيدا ما يحدث وكان يرد بشكل مختلف وغير منظم ولكن ألحق في العدو خسائر وبالمجمل العام نحن من خسرنا قرار البعد عن التنظيمات وباتت تحكمها نرجسية عجيبة لا توصف مهما كتبنا وصرخنا بهم ليل ونهار لنصوب بندقيتنا ووحدتنا

ورغم أنها منهكة ومغيبة أصلا ولأننا وضعنا أنفسنا في لعبة تحالف يمدها عدونا بالامدادت عبر هنا وهناك بحجة مساعدات لغزة وتوفير امن الضفة حسب ما وقع عليه وخطورة المرحلة بأن الكل بات عاجزا ولم يحدث هبة ولا انتفاضة ثالثة بسبب الثقل الكبير الموزع علينا ونحن نبحث عن كهرباء وماء ولقمة عيش تستر بيت الفقير الذي يصرخ من سنوات ولا أحد يسمع له! مثل طبقة العمال وانهيار الاقتصاد في غزة دفع بالكثير نحو الهجرة وترك الحال لمن يحكم فقط ورغم أنها تركيبة مركبة ومربكة لنا جدا علي الصعيد النفسي والوطني والاجتماعي بما خلفت من ويلات ! بين طرفي الانقسام  تحديدا

إلا انها تستوعب الجميع ويجلسون مع بعضهم في الفنادق ويعقدون جلسات يقال أنها للرد وجميع أطياف شعبنا تسأل ماذا يعني الرد وكيف ممكن أن يكون ونحن منقسمون على روحنا ذاتها ولا نتوحد ولا نوحد طاقاتنا لنترجم ذلك صدقا وفعلا! وليس مجرد شعار كما تعودنا وباتت السخرية في كل مكان عندما تطرح لهم اسم فصيل يرهن نفسه بكم يمتلك من مال ؟وأي مساحة وقوة يتمتع بها عبر نفوذ مخيب للآمال! لا ينقذنا ولا يحقق أهدافنا المشروعة والتي قزموها بما ذكرناه وما أبشع أن تناضل وأنت تعلم أن طريقك ليس نحو الحرية كما حلمنا وحلم الأجداد في العودة ونحن هجرنا بعضنا وقتلنا بعضنا وهذا يشمل كل العرب وليس وحدنا وروح  الحقيقة في شمس يجب أن تشرق لنا وتحتاج منا التكاتف ولظم جراجنا دون توسيع الهوة الفارقة التي باتت تؤرقنا وتشغلنا ونحن نسأل كل يوم لأين نحن نسير والمجهول يطاردنا! ونسينا أن الوطن يحتاج لجندي  مجهول يُقدس في كل جيل لنستمر ونبقى’ ونقاوم صدقا وليس مجرد شعارات تخدع لأجل حكم وتفرد أنهكنا! تحول في نهاية المطاف سخرية من قدرنا وثورتنا وبات الكثير وبكل أسف متجدد أقول ذلك  بأنهم تحولوا و لا يؤمنون بتحرير أرضنا !ولا وطنا ؟ويعتقدوا أن هذا مستحيل وأتفق معهم في هذه المرحلة السوداء وهي تتوشح غضبا لا غفران له خيرا وأبدا  بسبب جهل المعرفة وعدم توظيف كل قدراتنا ومقدراتنا للمواجهة التي باتت تنتظرنا أكثر من قبل ومهما تأجلت سوف تحدث ! ولكن بشكل مغاير ومختلف ومفاجآت  يستعد لها الجميع سواء من عدونا أو من فصائلنا ولكنها لن تنهي شيء وهي مجرد جولات متلاحقة ومتراكمة كما حدث في الحروب على غزة

ولكن لا أفقد يقيني أبدا مهما حدث وحتما ستنتهي وسنعود يوما ولأنه فقط حقنا المقدس الحقيقي في تربيتنا ونشأتنا وليس في تجارب تمارس على شعبنا!؟ وهو يستحق أن نحترمه ونوفر له ما استطعنا وهو ليس للجباية ولم تعد عظامه تتحمل كل هذا العبث من حصار وقطع رواتب وسجالات وفقاعات تصريحات كل يوم لا تقدم ولا تأخر !ونحن كما القطيع نبحث عن عصا تروضنا وترهبنا وعدونا مرتاح وهو يُجهز على أعظم قضية في الكون تستحق منا قول الحق والضمير وجميعكم مدعوون للعودة لرشدكم كي لا نستبق الأمور والعالم مشغول عنا ولم تعد قضيتنا متصدرة للمشهد الدولي وكل ما يحدث مجرد مسلسل خبيث من قوى الشر

وكفى استهتار عبر مقولات وترجمات وأنتم تخيرون شعبنا بين الحرية والمال وهذا لا يجوز لأحد منكم وكرامتنا فوق أي اعتبار مهما حدث وسوء الحالة أنتم فيه أكبر سبب ويجب أن تفكروا كيف تنقذونا من كل هذا العبث كما تجنون كراسي ورفاهيات عليكم الوضوح ومصارحة الناس وعندما تفقدون كل شيء ثقوا بأن شعبنا وحده من سيحميكم ويدافع عنكم وقت ما تكونوا معه في الخندق وعبر البنادق الشريفة وليس عبر الفنادق والمسرحيات الهزلية لكم! وليس هي في المشهد الأول عبر تكرار الجزء المفقود مليون مرة!كيف لكم ؟  والثمن ضياع بوصلة ووطن! وتحريك الحروب في لعبة قذرة لن يحقق أي هدف   وقلت هذا منذ زمن لن نتقدم يوما ونحن منقسمون على بعضنا البعض وفي داخل بعضنا بعض وارحموا فلسطين قبل أن تنفجر بكم أنتم! وحافظوا على بركان غضب طال عمره أكثر من سبعون عام كي يبقى’ وحده موجه نحو الأعداء وكتبت هذا المقال لتوجيه البعض وأكرر ذلك عمدا ومن لا يفكر ولا يتأمل  ويضع رأسه في الرمال كما النعام لن يحقق شيئا ومصيره حتمي لمزابل التاريخ ما لم ينقذ شعبنا والوطن وهذه رسالة لا تخص أحد بعينه وانما لكل مكونات شعبنا وفصائله ونريد أن نعود لحضن بعض كي نواجه فعلا ما يحاك ضدنا من تصفية ويجب أن نتذكر ذلك مع كل طلعة شروق للشمس وهي تسألنا وتعاتبنا لماذا فعلتم في أنفسكم كذلك !؟وماذا جنيتم غير خيبات عبر زيف الحياة من غير كرامة وحرية للانسان والوطن وأتمنى السماع يوما وقت ما يقال عاد الصم والبكم للكلام الحق مجددا ! كي لا نفقد البصيرة ونترجم أقوالنا على الأرض حقيقة 

مقالات ذات علاقة

عناقيد الفرح والفنانة التشكيلية داليا أبو هنطش

المشرف العام

صوت تناهى

المشرف العام

المحاصر

هاني بدر فرغلي (مصر)

اترك تعليق