(عطي المهبول ما في عقله) تعبيرٌ شعبيٌّ يحثُّ على مسايرةِ (المهبَّلة)، وإعطائِهم ما في عقولهم التي لا توحي لهم بغيرِ الأفعالِ الوضيعةِ، الهبلة..!!
صوتُ عقلٍ هادئ يدعو إلى احتمالِ تصرُّفاتِ هذهِ الفئةِ الواسعَةِ الانتشارِ منَ البشرِ، والصَّبرِ على إيذائِهِم الدَّائمِ للعبادِ، غيرَ أنَّه ليسَ كلُّ الناسِ يستطيعونَ ذلكَ..! بخاصَّةٍ في ظلِّ انتشارِ جنس (المهبَّلة) على نطاقٍ واسعٍ؛ في البيوتِ والمكاتبِ والشوارعِ، والأسواقِ والجامعاتِ والمعاهدِ والمؤسَّساتِ والشَّركاتِ وحتى في المساجدِ، ويظهرونَ بقوَّةٍ في كلِّ مناسبةٍ وبلا مناسبةٍ، أمَّا فضاؤُهُمُ المحبَّبُ، فَضَاءُ فضائحِهِم، وعنوانهم الدَّائمُ فهوَ (الفيس بوك)، فهم أصحابُ مجموعاتٍ وغرفٍ وقروُّباتٍ، وإن لم يعرفوا بعضَهُم بعضًا، ولم يعرِّفوا بعضَهم على بعضٍ .. فالطيورُ المهابيلُ على أشكالها تقعُ .. أينَّما ولَّيت وجهَكَ يصدمُكَ مهبولٌ أو أكثر .. حتَّى كادَ المجتمعُ أن يتحوَّلَ إلى مجتمعٍ منَ المهابيلِ..!!
تهمُّ أن تفتَكَ بكلِّ مهبولٍ يتسايل (هبالَه) دبقًا ثخينًا من كلماتِهِ وحركاتِهِ وسكناتِهِ، وحماقاتهِ وتصرُّفاته وارتكاباته، لكنَّ صوتًا أكثرَ حدَّةً يرتفعُ مندِّدًا، زاجرًا: (المكلوب يكتفوه هله)، لتقضيَ عمرَكَ تبحثُ عن أهلِ المكلوبِ ليكتِّفوه ..!!
ويا ويلَ أهلِهِ منه ومن هبلِهِ وكلبِهِ فـ (أمَّ الهبلة تموتُ وهي تعضُّ في شواربها) حرجًا وحياءً وهي تحاولُ إخمادَ نوباتِ الهبَالِ التي تنتابُ ابنتها، أو ابنها، وفي هذا يستوي الجنسَانِ، ويمكن أن تنطبقَ القاعدة الفقهيَّة القرآنيَّة (للذكرِ مثلُ حظِّ الانثيينِ)، فهبالُ الرِّجالِ أكثرَ انتشارًا من هبلِ النِّساءِ المغطَّى شعيرُهُ بتبنِ السِّترِ، سترِ البيوتِ.
معنى ذلكَ إنَّ مرضَ (الَهبَل) قد تفاقَمَ على نحوٍ حادٍّ حتَّى أودَى إلى (الكَلَب) الجنونِ؛ فالمكلوب، غيرِ المكتِّفِ مصابٌ بالسَّعارِ داءِ الكلبِ الخطيرِ.. فهوَ ينبحُ وينيِّبُ من يُصادفه، وما يُصادفه، ولا يستكين لمن يُريد أن يكتِّفَهُ ..!!
إنه يُعْمِلُ لسانَهُ المنشارَ، وأسنانَهُ الصَّدئةَ، وأقلامَهُ السِّكينَ في أعراضِ الأبرياءِ دونَ هوادَةٍ.!!
كانت جدَّتي – رحمَهَا اللهُ تعالى – تصفُّ الهبلَ بقولِها: ” افلان اهبالَه علي شواربه من فوق ” سبحانَ الله..!! كأنَّها أرادت أن تقولَ إنَّ الهبال علامةٌ مميِّزةٌ للهبلِ يُميِّزُهُ النَّاسُ بِها ، تعلو مكانَ الشَّنب، الشَّوارب، كأنه استبدالُ هذا بذلكَ، فبمجرَّدِ أن يفتحَ ( فاغورَه) حتَّى يندلقَ سيلُ الهبالِ الجارفِ يخبرُ عن صاحبِهِ، كجرسٍ إنذارٍ مبكِّرٍ.. (امسك ما جاك)، (العنَّه محدَّث عدوَّك إن كان حتحتَّه) وبلا حتحتَة أيضًا فهو يتحتحت من تلقاءِ نفسِهِ، فهو برميلُ حمقٍ ينضحُ بما فيه.. وما أدراكَ ما فيه ..!!؟ فـ (خَلِّي تبنه امغطِّي شعيرَه).
ملحوظة ليست مهمَّة:
هذا الإدراجُ لا يخصُّ (هَبَل) بعينِهِ، ولا مكلوبًا بذاتِهِ، ولا (نايض)، وأرجو ألَّا تسقطُه ُعلى حالتِكَ أيها القارئُ السَّويُّ، كهبل ولا كمكلوب، ولا كنايضٍ.. وامضِ في حالِ سبيلِكَ بما تحملُهُ من بقيَّةِ عقلٍ سلمَ منَ الهبلِ والكلبِ، ونجا من المهابيلِ والمكاليبِ، ومن عرضِ مؤهِّلاتِ الحالتينِ على الفضاءِ الأزرقِ.
الفيس بوك مرصوصٌ بالذينَ يعطيهمُ العقلاءُ ما في عقولهم، فتسيلُ عفنًا وقيحًا وصديدًا ووضاعةً، وانحطاطًا وإسفافًا على صفحاتهم، وتنتشرُ بثورًا غيرَ حميدةٍ تغدو علاماتٍ فارقةً لهم.
_________________________________
#مفرداتٌ:
عطي: أعطِ.
المهبول: الأحمق، الغرير، الأبله.
المهبَّلة: جمع الأهبل، يستخدم في لهجة أهلنا في غرب ليبيا.
مهبولٌ: أهبل.
مهابيل: جمع أهبل.
الكَلَب: الجنون.