رأيت كل شيء مقلوباً رأساً على عقب، الباب؛ النوافذ؛ وحتى الممرضة الإيطالية التي كانت تمسكني من قدمي ورأسي يتدلى كثمرة رمان تنتظر قاطفها.
كنت أظن أنهم سيستقبلونني بالترحيب والقبلات.. لكن تلك القابلة خيبت ظنوني بعد أن صفعتني على مؤخرتي. حينها فقط صرختُ.. وحينها فقط عرفتُ أن الملعب (قهدي).
منذ تلك اللحظة أدركت أن الصراخ جزء لا يتحزأ من الحياة، لأن نقيض الصراخ هو الصمت.
وكما أن الصراخ دليل على الحياة فإن الصمت هو من أبرز علامات الموت!
وعرفت أن الذي لا يصرخ يُصفعُ، وأنك لكي تحصل على ما تريد لا بد أن تصرخ.
كل ذلك لم يكن عصياً على المعرفة.. ولم يكن مؤلماً، أو محزناً، لكن المؤلم فعلاً، والمحزن حقاً هو أن يُنتزع منك صوتك فلا تجد سبيلاً للصراخ.
هل جربت أن تعيش بلا صوت؟!
هل جربت أن تعيش ميتاً؟!.