من أعمال التشكيلية خديجة جيب الله.
قصة

شعيب الكالشو 

من أعمال التشكيلية خديجة جيب الله.
من أعمال التشكيلية خديجة جيب الله.

ما أصابه أصابه!
وصار مذاك اليوم إنسان آخر.
ظن البعض انه قد جن تماما وان الصدمة كانت اكبر من طاقته. لكن بعض رفاقه قالوا ان ل”شعيب الساكت” وجه آخر ساخر وملكة كالسحر تمكنه ان يجعل من أي شيء نكتة مضحكة . و سواء كان أمره استغراق في السخرية او أعراض للجنون فان شعيب حتما ليس هو نفسه الذي كان.
من ذا الذي لا يعرف اليوم شعيب الساكت!

كان متفوقا في الكيمياء و أول من وصل للعمل في مختبر الأبحاث الضخم المعزول في ضواحي العاصمة الذي انفقت عليه الحكومة أموالا طائلة في مشاريع الكيمياء والأدوية. فعمل فريق الباحثين سنوات طويلة دون كلل في ذاك المبنى الخرساني المتجهم.
كان شعيب الأكثر حماسا لا يكاد ينام الا قليلا حتى ان رفاقه كانوا يسمونه ب”الدينمو” لأنه اذا ما غاب او تأخر تباطأ إيقاع الخلية في ذاك المختبر.
هكذا كان حتى ضحى ذاك اليوم حين جاءهم وزير الدفاع بنفسه متأنقا تتدلى من صدره النياشين والأوسمة. كانت الصالة مكتظة بالعمال والحرس اما الصفوف الأمامية فقد خصصت لكبار العلماء والباحثين كان بينهم شعيب الساكت . كانوا الأقرب للمنصة لا تفصلهم عن الوزير سوى باقات الورود التي حمتهم مرارا من رذاذه وهو يخطب بحماس.

قال وزير الدفاع بعد ان عرج على المؤامرة الكبرى والخونة الذين أرسلتهم الدول المعادية لتخريب بلادنا . قررنا أن نوقف العمل بهذا الموقع. الأمريكان الملاعين أرسلوا لنا خريطة هذا الموقع وعليها سهم احمر ملتهب يشير الى هذا المبنى تماما . مكتوب أسفل الخريطة ثلاثة كلمات. ” أغلقوه، أتفوه عليكم”
– هل اكشف لكم سرا لقد حيرتنا العبارة طويلا.قبل ان نتخذ قرارنا.

والحقيقة هي ان كل رجال المخابرات وسكرتير الحاكم نفسه قالوا لابد ان كلمة تفو هذه شفرة ا و اختصارا لكلمة لاتينية مثل ATFOO ففتشوا كل المعاجم وحين لم يجدوا تفسيرا قرروا ان يغامروا وينقلوا الرسالة كما هي للحاكم سمو الجنرال نفسه. وعاشوا ساعات رعب خشية ثورة غضبه التي لا ترحم. لكن كم كانت دهشتهم عظيمة حين تفتقت عبقرية حاكمهم الفد وحل لغز الرسالة المحير اذ اكتفى بإضافة حرف اللام للكلمة .. فصارت اتلفوه . ثم اضاف الوزير : – بعد أربعة أيام اتخذنا القرار بحمايتكم. ثم رفع نبرة صوته في استجداء للتصفيق :
– نحن نخاف عليكم ..على كل واحد منكم.. انتم ثروتنا الحقيقية علمائنا.لذلك أتلفنا وثائقكم الأصلية و أبدلنا أسمائكم كي لا تجدكم مخابرات العدو. بعد ان صارت مشاريعنا مكشوفة للعدو ومخابراته. لكن صمت الاموات ظل يخيم على القاعة لم تبدده سوى جلجلة نياشين الوزير المذهبة قرب ناقل الصوت خشخشة تذكر “بيوم الثالث” * في حفلة العروس. حام ببصره حول أرجاء القاعة تملى الوجوه الشاحبة وتجنب ان تلتقي عيناه بعيون الحضور . غالب ارتباكه وأضاف:
لقد منحناكم أيضا أوسمة ورسائل رسمية تخاطب كل الجهات العامة والخاصة تأمر بفتح ابوابها امامكم وتقدم خدماتها لكم.

ثم لوح بيده وانسحب من وراء ناقل الصوت فتقدم مساعده لينادي الاسماء فيقبل المنادى ليصافح الوزير ويتسلم شهادة مذهبة و حقيبة،ظن اغلبهم أنها مليئة بالمال تعويضا عن سنوات العزلة والشقاء التي قضوها في هذا المبنى الخرساني المعزول. لكنها كانت محشوة بالأوراق واعداد قديمة من مجلة الجيش.

بعد ذلك اللقاء خرج شعيب إنسان آخر يقضي معظم وقته في ركن بيتهم القديم تحت شجرة التوت الظليلة. أحيانا يحمل راديو صغير يسافر بين المحطات على غير هدى ثم يتوقف فجأة عند محطة بالكاد يمكن سماعها من وراء فوضى الضجيج . كان يمشي كالنائم غائبا لا يكاد يدرك طريقه نحو ركن البيت يمشي حتى دون ان يتخطى تلك الأغصان اليابسة او المحطمة لشجرة التوت المهملة حتى تلك التي اصطدم بها مرارا حين يهب واقفا . كان مهربه من الضجة التي بداخله هي ضجة الراديو فزحام المحطات وتداخل ضوضاء الإشارة الأشبه بالصفير يستدرج دهنه ببطء حتى تسكن العواصف المتلاطمة في داخله ويعود.

هكذا بات شعيب الساكت يقضي أيامه في ذاك الركن من البيت الذي بات شبه مهجور فوالدته العجوز صارت سجينة الطابق السفلي تهيبا لسبع درجات في مدخل البيت.اما أخته الوحيدة التي رحلت مع زوجها منذ عامين باتت لا تزورهم الا في الاعياد.
تذكر فجأة ان يفتش الحقيبة وصعق حين وجد في أسفل الحقيبة” بوق صغير” كيف يعقل ان تخطيء وزارة الدفاع وتسلم العلماء حقائب بها أبواق صغيرة” زوّاية رخيصة” ثم استغرق في الضحك تناول البوق الصغير تأمله جيدا وقال ” زوّي يازوّاية” ثم بدأ يدندن بها أغنية يحفظها مذ كان في المدرسة:
“وطني حبيبي .. وطني الاكبر”*

وقبل ان يتمكن من اللحن جيدا قاطعته موجة الضحك من جديد.

شعيب نفسه بالكاد قطع عزلته مرة او مرتين وخرج للمدينة كان آخرها بالامس فقط حين قصد سوق الخضار والتقى مصادفة بأحد رفاقه.
قال له ممازحا :
ها قد غزاك الشيب أخيرا يا شعيب. لكنه لم يتلقى سوى إيماءة مبهمة فاضاف:
الم يكن افضل لنا ان نجلس هنا ونبيع الخضار. أليس أفضل من ان تضربنا الدولة “كالشو” *بعد هذا المشوار الطويل!

رغم ان العبارة كانت مزحة الا ان شعيب عاد مغموما ارتمى في الركن وسافر عبر محطات الراديو من جديد ثم توقف أخيرا عند محطة تبث برطانة غير مفهومة .توقف هناك واستعاد هدوءه. والحق ان سبب غمته لم يكن بسبب تذكر رفاقه وجو العمل والكد بل لانه كان تلقف الكلمة المفتاح ،خيط لحكاية .اعاد عبارة رفيقه مرارا في ذهنه.” كالشو.. الدولة ضربتنا كالشو” حينها تنبهت إلام لعودته نادته بإلحاح، فبلغت السخرية ذروتها حين قالت: يا بني إثناء غيابك طرق احدهم الباب مرارا ونادى على “سعيد بن رزق” ثم قالت بعفوية: في وقتنا كانت هذه من أسماء الكلاب! انفجر شعيب ضاحكا دون ان ينتابه الفضول لمعرفة الطارق المجهول،وضرب الحائط بقبضته وركل قدميه بالأرض مرارا فيما يشبه الهستيريا . وحين خفت موجة الضحك عاد يردد كلمة كالشو. كالشو.. طوال يومين بطريقة متأملة وكأنها يتهجى حروفها او يزن موسيقاها ثم صرخ:
يا الهي بالإمكان جعل الكالشو مرئي للجميع، معالجة بسيطة تجعله مرئيا احتاج للمظهر* وحسب!

كان الكالشو هاجسه الأكبر حتى وهو يستعرض احتياجاته ليبدأ من جديد.
صارت الكلمة تعويذته ونشيده اليومي كان يقول :
– بعد الكالشو احتاج لسكن، وقطعة ارض، ربما مزرعة صغيرة وسيارة ايضا واحتاج لقرض لأنجز كل ذلك.

حين اتم شعيب المسوغات المطلوبة كان نصف العام قد انقضى وتكدست أكوام من الأوراق والمستندات وامتلأت أرفف المنزل بالملفات.
طفق يطرق ابواب دوائر الحكومة يوزع طلباته هنا وهناك ويبرز الخطاب المذهب الذي وقعه وزير الدفاع بنفسه كأمر بفتح الجهات ابوابها امام حامله . لكن تلك الرسالة ذات التوقيع الأحمر لم تنفع في شيء سوى جلب بعض كلمات المجاملة.

حين انتهى العام الاول كان شعيب قد رسم صورة افضل لما فاته في سنوات عزلته الوطنية في ذاك المختبر. خارجه لم يكن ثمة شيء
سوى فقاعة ضخمة من الوعود والأكاذيب والشعارات والأغاني، ركض وراء الأكاذيب حتى الموت ،كمدا او إعياء. وجد نفسه يردد بصوت عال: كالشو.. كالشو.

ها قد بدأت مرحلة مطاردة الاوراق التي اودعها شعيب هنا او هناك .
تهيأ للمرحلة الجديدة بإعادة خياطة ثوبه الفضفاض لكنه تملى اولا ذاك الخطاب المذهب لوزير الدفاع من جديد توقف طويلا عند توقيعه الاحمر الأشبه بكومة أسلاك ثم بدأ يخيط ثوبه. كساه بقطعة أخرى شفافة فصار من طبقتين، تأمله جيدا ودس تلك الرسالة في ظهر القميص. خاطها جيدا بحيث صارت تتدلى قليلا الى اسفل الورك .

الصور وطباعتها على الورق
موه القميص ببعض القماش الملون حتى لاتلفت الشهادة النظر كثيرا وباتت كأنها جزء من تصميم الثوب نفسه .
ارتدى الثوب وتامله في المرآة مليا تأمل التوقيع الاحمر مرة اخرى وقال في نفسه:
– غدا سأبدأ في ملاحقة الملفات الى اودعتها منذ شهور وسنرى ما اذا كان هناك بعض البيض قد فقس!
الحق ان العامة يسمون مرحلة التعقب تلك ب “تفقد الشبك”.وهي مرحلة يقدرها الصياد حيث يذهب متى ما احس بان الوقت قد حان وان صيده الثمين قد بات في الشباك .
لم يكن هذا التشبيه من عبث. إنما كان يختزل علاقات معقدة وصادمة ويعكس جو البغض والكراهية بين الناس والدولة.لكن احدا لم يستوقفه الامر و يتأمله بعمق كما فعل شعيب ذاك المساء وتسأل عمن ينصب الشراك فعلا؟ ومن يضع قواعد اللعبة ويرسم المتاهة؟
وكان اكثر ما استوقفه هو من يكون الضحية؟
قال: نحن في الواقع نلهث نتسابق نحمل اوراق ووثائق في واقع الامر نحن لاننصب شباكا أبدا انما نحن من يبتلع الطعم، لسنا سوى ضحايا.
نحن لانمسك بأي صيد نحن نمضي لنهز الشبكة دلالة انا علقنا وصرنا فرائس دلالة انا علقنا في شبكة العنكبوت الهائلة.

سرح شعيب في تفاصيل المشهد ثم توقف فجأة خيل اليه انه رأى من وراء الظلمة عنكبوت ضحم. اراد ان يصرخ . ان يبكي لكنه ابتسم وقال في نفسه من الافضل ان لايتكلم شعيب وان يكتفي بالضحك دائما. ابتسم باستهزاء وهو يصعد السلالم.
قصد وزارة الاسكان لم يعثر على ملفه ولا اثر لطلباته المودعة .وقال له الموظف بنبرة حاسمة:
– ابدأ من جديد.

كم كان شعيب يكره هذه الكلمة التي تذكره بعمره الذي ضاع سدى ومع هذا تظاهر بالهدو وابرز بطاقة صغيرة بها صورته بوجه متجهم مكتوب امامها عالم كيمياء يعلوها شعار مليء بالحراب وفي الوسط مكتوب بخط داكن “سعيد بن رزق” الاسم الذي قالت عنه بالأمس امه انه اسم كلب ! قاوم ضحكته واقترب من المسئول وهمس في إذنه وطلب محادثه في الركن.

سار الموظف عدة امتار ثم توقف حين احس بان شعيب كان يجره نحو السلالم. احس ببعض الارتباك والخوف ثم سارع شعيب مستجديا :
ارجوك لا اريد سكن ولن اعود لاضايقك مرة اخرى
اريد فقط كالشو
وحين راى شعيب تلك الدهشة في عيني الموظف سارع بالقول:
الله يوفقك.. الله يرحم ولديك.. اريد ان اثوب، ان أبراء من هذا الوطن .
أتوسل اليك خفف عني وخز الندم على ضياع سني عمري .كالشو ولن اعود! انعقد لسان الموظف وصار كالتمثال في حالة شلل.فيما استمر شعيب يستجديه : ركلة أرجوك ثم انحنى وقبل يد الموظف المتصلبة فارتعشت فجأة .

حينها بات بعض الموظفين والمارة يراقبون المشهد من بعيد ويختلسون النظر.أحسوا بان شيئا يحدث. فاقترب احد الموظفين حين تعالت نبرات الاستجداء وحرر زميله.لم يحصل يومها شعيب على ركلة بل دفعه الموظف الآخر بعيدا تجاه السلالم.
في اليوم التالي كان امام مصلحة الاملاك وكان شيئا لم يحدث. حاول ان يتفادى اخطاء الأمس فاجرى تعديلا على الخطة ولم يسأل عن ملفاته التي قدمها للمصلحة بل قصد كبير الموظفين مباشرة وطلب محادثه على انفراد. سارا معا عدة خطوات وحين صارا في الزاوية قبالة السلالم ركع شعيب فجأة وبدأ يستجدي الموظف ويقبل يديه.

شلت الحيرة قدرة الموظف على الحركة ولم تسعفه البديهة لمخرج من ذاك الموقف فتصلب لبرهة و لكن امام الاستجداء اللحوح وخشية ان يتزايد الفضوليين الذين استغرق بعضهم في الضحك والبعض صار يقلب كفيه قائلا: لاحول ولاقوة الا باله ..
مد الموظف رجله ببطء وركل شعيب الذي كان منحني منتظرا قدمه
جاءته الركلة خفيفة يمكن انسميها ركلة مجاملة لكنها كانت كافية لينطلق شعيب مسرعا يتقافز عبر السلالم ضحك البعض ضحكة مرة وهزبعضهم رأسه في صمت .
ابتلعت السلالم صوت شعيب ببطء وغاب وهو يصرخ :
– يجب ان اثوب.. استاهل ..انا استاهل.
افلح شعيب في الحصول على ستة ركلات حتى الآن كان آخرها اسفل التوقيع الأحمر تماما حتى ان أثار الحذاء ظلت مرسومة اسفل التوقيع .
حين عاد وتأمله في الركن استطاع حتى ان يقدر مقاس الحذاء !
ولكنه استغرب في كم الوسخ الذي كانت تحمله أحذية المسئولين لتبقى آثارها الستة مرسومة بوضوح حتى اخفت ملامح الرسالة وأطفأت بريق التوقيع. فقال في نفسه وهو يتأمل القميص في ذاك المساء لابد ان بعضها سيستعصى حتى على سوائل التنظيف.
منذ ذاك اليوم باتت سيرته حديث الناس في المناسبات واسموه “شعيب الكالشو” ويطلقون العنان لمخيلاتهم ويضيفون قصصا اخرى من نسجهم. حتى ظن البعض ان شعيب الكالشو اسطورة تشبه جحا وكانت سيرته حتما سيقلق الدولة التي تكره السخرية والشهرة وتحقد على المشاغبين.لكن الركلة السابعة اراحتهم جميعا من شعيب الكالشو.

يومها، قصد وزارة الثروة والزراعة والتحول .استوقفه شعار الوزارة الذي ذكره بالتوقيعة الحمراء لوزير الدفاع الأشبه بكبة اسلاك بلا رأس.
يومها ، افلح شعيب في جر وكيل الوزير الى الركن في ردهة الطابق الثالث قبالة مكتب الوزير تماما. استعر في الاستجداء والإلحاح كالعادة ، قال يلهث صارخا:
لا اريد مزرعة ولا قطعة ارض.. لا قرض ولاسلفة. اريد كالشوا لاثوب كالشوا لإبراء من هذي البلاد. ارجوك كالشو الله يربحك الله يسترك.
وحين تجمع بعض الموظفين والفضوليين واختلط الضحك بالشفقة سمع الوزير الجلبة فخرج يستطلع الامر. حينها كان اشعيب راكعا ووجه نحو السلالم ومازال مسترسلا في استجدائه اللحوح:
– كالشو الله يربحك..الله يرحم ولديك
ظن الوزير ان شعيب كان مهرجا او معتوها افلح في التسلل لاروقة الوزارة فتوجه نحوه غاضبا.وهو يقول كيف دخل هذا كيف وصل الى هنا. وركله بكل قوته ضربة “بونتو”* كما يقولون حتى كاد راس الحذاء ان يخترق وركه طار شعيب في الهواء واندفع ساقطا على وجهه فاقدا للتوازن .تدحرج مرارا قبل ان يسقط من الزجاج المقابل للسلالم .
كانت تلك آخر الركلات وكانت من قدم وزير نال بسببها شعيب اسمه الجديد “شعيب الكالشو” الذي بات مقعد على كرسي متحرك وعلى ظهره ظل يحتفظ بتلك الشهادة ذات الحواشي المذهبة والتوقيع الاحمر وفي يده “بوق الوزير”.

ها قد صارت له قضيتان في أروقة المحاكم
الأولى استعادة اسمه القديم رسميا والثانية حكما ضد رفسة الوزير القاتلة !
كان مزمار الوزير انيسه الوحيد.يعزف أغنية مرافقا للراديو يتغنى بنشيد اعتادت ان تبثه الإذاعة الوطنية كل مساء:
“الشعب القايد والسيد ،في يدا السلطة والثروة
في يدا سلاح الحرية ، هو اللي يرفض ويردد:
انا السلطة .. انا الثروة..انا السيد..”*
وكان كلما سيطر على اللحن والإيقاع ..انفجر ضاحكا .
صاحب الاسمين صاحب القضيتين
عاش منتظرا ان يستعيد اسمه القديم “شعيب الساكت منصور” وان يتخلص من اسم السبة “سعيد بن رزق”
عاش حقيقة عمرين وكان بحاجة لثالث لم يعشه لكسب القضيتين.
أعطته الناس اسمه الثالث “شعيب الكالشو” تهكما يستحضروه كلما، أرهقهم الركض في دهاليز المتاهة.

________________________________________

هوامش:
* يوم الثالث في حفل الزفاف يقتصر على النساء حيث يأتين في كامل زينتهن وحليهن.
* وطني حبيبي اغنية محمد عبد الوهاب
* الكالشو كلمة ايطالية تعني الركلة
* المظهر: محلول كيميائي يستخدم في معامل التصوير وتحميض الأفلام لإظهار
* بونتو : كلمة ايطالية في ليبيا تعني ضرب الكرة بمقدمة الحذاء.
* نشيد ليبي لأحمد سامي

طرابلس، يوليو 2018

مقالات ذات علاقة

على حافة الحزن (1)

حسين بن قرين درمشاكي

نـــدم

خالد مصطفى كامل سلطان

تجليات رجل تافه

إبراهيم الزنتاني

اترك تعليق