صدر كتاب “العزف على أوتار الوجع” للكاتب الليبي محمد مفتاح الزروق عن دار هانيبال للنشر 2011 – بنغازي -112 صفحة من القطع الصغير.
الكتاب – مجموعة حكايات وقصص لم يشأ الكاتب أن يكتب على الغلاف أي تصنيف تاركاً للقارئ مهمة البحث والتصنيف والقراءة.
المجموعة تتوزع بين الذاكرة وإدغام وجهة نظر الكاتب في عدة مناحٍ متخذا من بعض الوقائع كتوظيف لآفاق أخرى تتعلق بوجهة نظره في بعض مناحي الحياة والشوارع والأمكنة والقنوات الثقافية في مدينة بنغازي.
في حكايته الخامسة يروي حكاية لقاء رجل بفتاة لم يلتق بها منذ سبع سنوات لأنه كان طالباً في الكلية العسكرية كمهندس ومن الحوار العميق معها ثم أن الزمن فرق بينهما:
أين كنت طوال الوقت؟
في طرابلس … أدرس أو يدرسوني أو بالأحرى وجهوني.
ماذا تهذي؟
وردة هي الرمز الذي طرحه الكاتب ليقول من خلالها الكثير مثلاً “تغيرت في السنوات ألثمان أشياء كثيرة ….. الفتيات أصبحن يلبسن ( الجاكيتات ) ويضعن أغطية على رؤوسهن … ويسمون ذلك حجاباً ص53 ولسحر البحر والشطآن والأغاني مكان في ذاكرته كما لألعاب الصغار مساحة ما : ” راقبت دموع وردة وهي تنساب عندما أرسلت لها رابط أغنية شارعنا القديم…
كلمات الأغنية بسيطة وتكاد تؤول إلى السذاجة ……….. ولكن تراث الشعوب ليس ساذجاً ليس كافياً إقبال الناس على أمر للدلالة على صحته ، لكنه كاف أحياناً للدلالة على محبتهم له ثقافة الاعتياد قد تقودنا إلى فعل أشياء خاطئة لأننا اعتدناها هكذا ….. وجدنا آباءنا عليها ولكنها قد تجعلنا نفعلها لأنها النهج الوحيد المتبقي بعد أن سلك أسلافنا أنهج أخرى لم تقد إلى شيء…
ترددت في الأغنية كلمات كنا نقولها صغاراً في ألعابنا وقد اختفت اليوم أمام الهجوم المتواصل للتكنولوجيا وين حوش بو سعدية …. واح واح واح … يا قمر علالي….
بيني وبين وردة آلاف الأميال ……. ولكنني أراها وأتكلم معها وأرى دموعها ص 42.
العزف على أوتار الوجع للكاتب الليبي محمد مفتاح الزروق كتاب يستحق القراءة لأنه سرد وذاكرة وتاريخ ومخيلة أيضاً.