إلى خليفة أبوظهير ، والدوكالي أبوقنيدة …يا أصدقاء الوله والذائقة…
هوساً لكناهُ سوياً ليلة غادر البوح نظارة الروح
محمد داعوب
مأخوذاً بنزق ِ توهجهم العابر
بمدِ أحلامهم النائمة
على وسادة الريح
سرهم الوضيع
يغتسلُ بماء المدينة
الذين كلما مروا
تركض المدن نحو المرافئ البعيدة
***
الذين تركوا
كؤوس ٍ ومعاول وخطى
ثرية بالمطر
تركوا جزرٍ ملونة
من ماء ٍ ونارٍ
و توقٍ يحترق
فوق نهار ٍ ورفلّي ٍ رخيم
***
ولأنهم أدركوا سرة العويل
مبددة بينٍ فاكهةٍ ونبيذ
راو نبع أحداقهم
رهن مشيئة العطش
والعناوين التائهة
***
ذهبوا بعيداً ..
وفوق أكتافهم حلمٌ عالق
معلق بين مشجب الوهم
وسترة الرصيف
يرمقون سنينٍ تشطح بالغبار
موسومين بقيامة الفتقِ
الذي يسوقُ توهج الجهات
***
مروا من هناء..
أطياف حلم عتيق
يتدحرج بين فضةٍ ونحاسٍ
ورملٍ مخلوط بحمى الرحيل
***
أما كان هذا يا أصدقاء الروح
بياض ٌ غبي
ونتفاً من فاقة الغُبن
تقايضون الرؤى بمفاتيح الشمسِ
حيث البهاء يرتاد حكمة الفصول
ترفلون دائماً فضاءٍ منعزلٍ
مغبة أن يأسر الرنيم
حقول المخيلة
– بأسرنا نمشي نحو قيامة الرملْ
***
أو تسألونني بعدئذ..
كيف تنعي فاكهة الرحيل
بفراغ ٍ في يديكَ ؟
وجسدكَ يسكُ
مهرجانٍ من وحلٍ ومسافات
وبروجٍ من أعمدة عطنة ونفايات
***
أهو أنت …
الفتى البليد صانع اللهفة
صائد العقيق والظل
وكأنكَ واهمَ أوشامكَ حواسٍ إضافية
ترتعُ بقهوة المساء
الذي خبأتهُ في معطفكَ
وتحنُ إلى ورقة ٌ باهتة نزعتها
من صدر امرأة ٌ منسية
تعلبُ بالنار
وتلعق بنهم سخي
غراميات * ” ميشيما ”
ليلة خسوف الروح
***
لكَ .. صهيل التراب
لكَ .. وديعة الرمل
قبل ذهابكَ إلى غربة ٌ ملونة
وأرق البوح الأخير
ويداكَ جدولاً صغيراً
من نهر ٍ برسم الوقت.
بني وليد شتاء 2004
______________________
* ميشيما روائي ياباني .