الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
انطلق في دار كريستة بساحة السيدة مريم بالمدينة القديمة طرابلس فعالية المعرض الفوتوغرافي المعنون (السحّارية)، وذلك مساء يوم السبت 11 من شهر مارس الجاري برعاية جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس، ويتضمن المعرض باقة متفردة ومتنوعة من الصور والالتقاطات الفوتوغرافية التي تُبرز مجموعة من الأزياء التقليدية والتراثية المُعبرة عن خصوصية وثقافة كل مدينة ومنطقة في ليبيا، والسحّارية هو عبارة عن صندوق خشبي مدعوم بصفائح من النحاس يوضع بداخله صندوقان صغيران مزخرف بالألوان الزاهية كنّ النساء الليبيات قبل زمن يستخدمنه بهدف حفظ وتخزين ثيابهن ومقتنياتهن أو ما يسمى بالكسوة وهي تسمية تشير إلى محتويات (قفة العروس) وما تضمه من أدوات ومساحيق وحلي ومجوهرات تُورثها المرأة من جيل إلى جيل.
تسليط الضوء على التراث
ويوضح المصوّر “قاسم تنتوش” أحد منظمي المعرض أنه أثناء بحثه عن صور الموروث الثقافي الليبي على شبكة الإنترنت تفاجأ بعدم وجود أي صور تخص الهوية الليبية المحلية رغم ثرائها وفرادتها، وتابع بالقول : شعر لوهلة بحجم التقصير مما جعلنا أتحمل مسؤولية الإضاءة على هذا التراث العريق وتعريف العالم كله به، ويضيف قائلا: البداية كانت بجلسة تصوير في عيد الأضحى، وكانت الأصداء حولها مشجعة وإيجابية، وهو ما دفعني وزميلي فيصل للتعاون بغية توثيق جميع عادات الزي الليبي وصنوفه المتعددة فولدت فكرة إقامة معرض فني، وأضاف تنتوش : كانت كواليس التصوير تجربة مليئة بالتحديات والاكتشافات عن موروث عادات كل منطقة ومدينة ليبية، داعيا جميع المشتغلين بالفن إلى العمل على إبراز الجوانب المضيئة في المجتمع فمن الضروري الاعتزاز بهويتنا وتوثيقها وانقاذها من الاندثار.
من جانبه تحدث “فيصل قنابة” أحد منظمي المعرض عن بواكير اهتمامه بالتراث الذي يعود لفترة طويلة موضحا بالقول : وفي صدفة أثناء مشاهدتي للصور القديمة استرعى انتباهي اختلاف الزي الليبي المنتشر اليوم عما كان قبل سنوات، فتحمست للبحث وجمع المعلومات والاستدلالات من عدة مراجع ومصادر استقيتها من حرفيين والشريحة التي عاصرت فترات إزدهار الزي الليبي وفق هيئته القديمة، وشاركني ذات الاهتمام والشغف، مضيفا بالقول: جاءت فكرة المعرض لتجسيد هذه الألوان التراثية من الأزياء، وتوثيق مظاهرها الأصلية.
